37- الحطيئة
[1] 557* هو جرول بن أوس، من بنى قطيعة بن عبس، ولقّب الحطيئة لقصره وقربه من الأرض [2] . ويكنى أبا مليكة، وكان راوية زهير. وهو جاهلىّ إسلامىّ، ولا أراه أسلم إلّا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنّى لم أسمع له بذكر فيمن وفد عليه من وفود العرب، إلّا أنّى وجدته يقول فى أوّل خلافة أبى بكر رضى الله عنه حين ارتدّت العرب [3] :
أطعنا رسول الله إذ كان حاضرا ... فيا لهفتى ما بال دين أبى بكر
أيورثها بكرا إذا مات بعده ... فتلك، وبيت الله، قاصمة الظّهر
وقد يجوز أن يكون أراد بقوله «أطعنا رسول الله» قومه أو العرب، وكيف ما كان فإنّه كان رقيق الإسلام، لئيم الطبع [4] .
[1] ترجمته فى أول ديوانه صنعة أبى الحسن السكرى، وفى الاشتقاق 170 والأغانى 2:
41- 59 و 16: 38- 40 واللآلى 80 والخزانة 1: 408- 412 والإصابة 2: 63- 64 والجمحى 21- 26. [2] زاد فى الاشتقاق: «تشبيها بالقملة الصغيرة، يقال لها حطأة» . [3] البيتان فى الأغانى والخزانة وغيرهما، وهما فى تاريخ الطبرى 3: 223 فى سبعة أبيات منسوبة للخطيل بن أوس أخى الحطيئة. [4] فى الأغانى 2: 41: «هو من فحول الشعراء ومتقدميهم وفصحائهم فى جميع فنون الشعر، من المديح والهجاء والفخر والنسيب، مجيد فى ذلك أجمع، وكان ذا شر وسفه، ونسبه متدافع بين قبائل العرب، وكان ينتمى إلى كل واحدة منها إذا غضب على الآخرين» . وفيه أيضا 2: 43- 44 عن الأصمعى: «كان الحطيئة جشعا سؤولا ملحفا، دنىء النفس، كثير الشر قليل الخير، بخيلا، قبيح المنظر رث الهيئة، مغموز النسب فاسد الدين، وما تشاء أن تقول فى شعر شاعر من عيب إلا وجدته، وقلما تجد ذلك فى شعره» . وفيه 44 عن محمد بن سلام وأبى عبيدة قالا: «كان الحطيئة متين الشعر شرود القافية، وكان دنىء النفس، وما تشاء أن تطعن فى شعر شاعر إلا وجدت فيه مطعنا، وما أقل ما تجد ذلك فى شعره» .