فهزمت بهراء وقتل الغلام، فقال أبو زبيد فى ذلك [1] :
قد كنت فى منظر ومستمع ... عن نصر بهراء غير ذى فرس
تسعى إلى فتية الأراقم واس ... تعجلت قبل الجمان والغبس [2]
لا ترة عندهم فتطلبها ... ولا هم نهزة لمختلس
إمّا تقارن بك الرّماح فلا ... أبكيك إلا للدّلو والمرس [3]
517* ولما صار الوليد بن عقبة إلى الرّقّة واعتزل عليّا ومعاوية سار أبو زبيد، فكان ينادمه، وكان يحمل فى كلّ يوم أحد إلى البيعة، فيحضر مع النصارى ويشرب، فبينا هو فى يوم أحد يشرب والنصارى حوله، رفع رأسه إلى السماء فنظر، ثم رمى بالكأس عن يده وقال:
إذا جعل المرء الذى كان حازما ... يحلّ به حلّ الحوار ويحمل [4]
فليس له فى العيش خير يريده ... وتكفينه ميتا أعفّ وأجمل
ومات، فدفن على البليخ [5] ، وهناك أيضا قبر الوليد بن عقبة.
518* ولم يصف أحد من الشعراء الأسد وصفه. قال شعبة؛ قلت للطّرمّاح: ما شأن أبى زبيد وشأن الأسد؟ قال: إنه لقيه أسد بالنّجف فسلّخه [6] :
519* وهو القائل للوليد بن عقبة [7] : [1] الأبيات من قصيدة فى الأغانى 11: 26.
[2] يفهم من الفهرس الإفرنجى أن الجمان والغبس ناقتان لأبى زبيد؟
[3] المرس: الحبل.
[4] الحوار: ولد الناقة. والبيتان فى الأغانى 11: 27 والمعمرين. [5] البليخ: نهر بالرقة. [6] قصته مع عثمان فى وصف الأسد فى الجمحى، وهى مشهورة. [7] من القصيدة التى أولها «من يرى العير» وقد مضى البيت، وهى فى الأغانى 4: 179- 180 ومنها أبيات فى نسب قريش للمصعب ص 134.