من يخنك الصّفاء أو يتبدّل ... أو يزل مثل ما تزول الظّلال
فاعلمن أننى أخوك أخو العه ... د حياتى حتّى تزول الجبال
ليس بخل عليك منّى بمال ... أبدا ما أقلّ سيفا حمال [1]
فلك النّصر باللّسان وبالك ... فّ إذا كان لليدين مصال [2]
كلّ شىء يحتال فيه الرّجال ... غير أن ليس للمنايا احتيال
520* ومن جيّد شعره [3] :
إنّ طول الحياة غير سعو ... وضلال تأميل نيل الخلود
علّل المرء بالرّجاء ويضحى ... غرضا للمنون نصب العود
كلّ يوم ترميه منها برشق ... فمصيب، أوصاف غير بعيد [4]
كلّ ميت قد اغتفرت فلا أو ... جع من والد ومن مولود
غير أنّ الجلاح هدّ جناحى ... يوم فارقته بأعلى الصّعيد [5]
وعلى هذه القصيدة احتذى ابن مناذر مرثيته عبد المجيد (بن عبد الوهاب) الثقفىّ [6] .
[1] حمالة السيف: علاقته، وجمعها حمائل، فلعل الحمال أيضا مع حمالة، أو يكون استعمله مفردا بدون الهاء.
[2] المصال: مصدر ميمى لم ينص عليه فى المعاجم، يقال «صال على قرنه صولا وصيالا ومصالة» . [3] من قصيدة طويلة فى جمهرة أشعار العرب 138- 141 فى 58 بيتا. ومنها أبيات فى شواهد العينى 4: 222.
[4] صاف: عدل. يقال «صاف السهم عن الهدف يصيف صيفا» إذا أخطأ. والبيت فى اللسان 11: 105 والخزانة 3: 322.
[5] الجلاح: بضم الجيم وتخفيف اللام، وهو الموافق لما فى الجمهرة. وفى ب د هـ «اللجاج» وفى الخزانة واللآلى والعينى «اللجاج» . والصواب ما أثبتنا. [6] ابن مناذر: ستأتى ترجمته 553- 555 ل. ومرثيته لعبد المجيد الثقفى طويلة «من حلو المراثى وحسن التأبين» كما قال المبرد فى الكامل، واختار منها أبياتا كثيرة 1225- 1228.