30- أبو زبيد الطائى
[1] 515* هو المنذر بن حرملة [2] ، (من طيّئ) . وكان جاهليّا قديما، وأدرك الإسلام، إلا أنه لم يسلم، ومات نصرانيّا [3] ، وكان من المعمّرين، يقال إنه عاش مائة وخمسين سنة. وكان نديم الوليد بن عقبة، وذكر لعثمان أنّ الوليد يشرب الخمر وينادم أبا زبيد، فعزله عن الكوفة وحدّه (فى الخمر) .
ففى ذلك يقول أبو زبيد:
من يرى العير لابن أروى على ظه ... ر المروّى حداتهنّ عجال [4]
وابن أروى هو الوليد، وأروى أمّه أم عثمان بن عفّان، وفيها يقول:
قولهم شربك الحرام وقد كا ... ن شراب سوى الحرام حلال
516* وكان أبو زبيد فى بنى تغلب، وهم أخواله، وكان له غلام يرعى (عليه) إبله، فغزت بهراء، وهم من قضاعة، بنى تغلب، فمرّوا بغلامه، فدفع إليهم إبل أبى زبيد، وانطلق معهم ليدلّهم على عورة القوم ويقاتل معهم،
[1] ترجمته فى الجمحى 132- 134 والمعمرين 86 والإصابة 2: 60 والأغانى 11: 23- 30 والاشتقاق 231 والاقتضاب 299- 300 واللآلى 118- 119 والخزانة 2: 155- 156. [2] هكذا قال المؤلف تبعا لأبى حاتم فى المعمرين، والراجح أن اسمه «حرملة بن المنذر» رجحه صاحب الأغانى وسار عليه كل من ترجم له. [3] حكى الطبرى فى التاريخ فى حوادث سنة 30 وأنه أسلم فى آخر إمارة الوليد بن عقبة الكوفة، وحسن إسلامه 3: 60 وقال أبو عبيد البكرى فى اللآلى: «وزعم الطبرى أنه مات مسلما، واحتج فى ذلك برثائه لعثمان ولعلى، ولأن الوليد بن عقبة أوصى أن يدفن معه وكان نديمه» وقال الحافظ فى الإصابة: «ولا دلالة له فى شىء من ذلك على إسلامه» . وهو تعقب غير جيد، أن لم يطلع الحافظ على ما فى الطبرى، فإنه صرح بما نقلنا عنه، وهو كاف فى ذلك.
[4] المروى: هكذا فى الأصول، ورواية الأغانى 4: 179، 180 «المرورى» وفسرها قال: «المرورى: جمع مروراة، وهى الصحراء» .