responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 53
إنه يقبح الكذب ... كيف تجشو بلا سبب
قد نعاني بلا سبب ... أحسن العجم والعرب
وإذا صد واحتجب ... فدع الدمع ينسكب
لا تقل صد واحتجب ... إنما كان لي سبب
بأبي أنت ما السبب ... الذي أوجب الغضب
قد جفاني بلا سبب ... أحسن العجم والعرب
ليس صبر الفتى عجب ... وبه يأمن العطب
ذا تجنيك والغضب ... كل يومٍ بلا سبب
وهذا آخر ما أوردناه والحمد لله على كل حال وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.
ومن ذلك:
طال الضما إلى خود منعمة ... كبدرٍ تم على بانٍ من القضيب
فظلت من شدة الخوف المبرح بي ... أصيح بالويل بين الناس والحرب
متى يلم فيشفي ما أكابده ... خيالها من أليم السقم والوصب
وزادني ألماُ قول الوشاة لها ... عديه وصلاً يرجيه بلا كذب
أقول هذا مقام الصب فاحتكمي ... فيه بما شئت من جدٍ ومن لعب
يا من يقوم مقام الموت هجرتها ... يا أحسن الناس من عجمٍ ومن عرب
ماذا يغرك لو أحسنت ظنك بي ... وجدت بالوصل بعد الهجر والغضب
ظن النساء بأني الصب ذو جلدٍ ... هيهات ليس بصبارٍ على الكرب
وأخجلت من كلام الحاسدين لها ... وقولهم فيم لا ترثين للعطب
عديه عن كنت تنوين الوفاء له ... خيراً ولا تركبي في جحفلٍ لجب
من الصدود فما الأعراب تفعل ما ... فعلت بالصب عند الفوز بالسلب
في بعض سقمي لهل العقل معتبرٌ ... وفي صدورك عن شكواي يا بأبي
وقال قومٌ دع الشكوى فما هجرت ... إلا لقتلك أو صدت بلا سبب
ومن ذلك:
نهاني عن مجالسة الأنام ... منامي كي أدوم على غرامي
ولي شغلٌ عن الإخوان طراً ... لما بالجسم من فرط السقام
فمالي نزهةٌ إلا بكائي ... وطول تلذذي جوف الظلام
أظن العقل سوف يبد مني ... لما أبديه من طول الهيام
ومن ذلك:
أسيل الخد يسحر بالمحاجر ... غريب الحكم في الأحكام جائر
لقلبي والنبي عليه نارٌ ... وقتل الصب سلطان الجآذر
رأى وصلي حراماً فأنقاني ... لذاك الهجر عند ذوي البصائر
أما والله لو أسطيع صبراً ... صبرت وعدل مثلي غير صابر
بكيت عليه من حرقٍ لأني ... أكلمه فيسكت فعل هاجر
إبن لي يا فديتك أي جرمٍ ... له قال المعنف أنت عاذر
أترغب في الجهاد فدتك نفسي ... وأفضل منه وصلك لي فبادر
ومن ذلك:
من ذا يساعد من دامت صبابته ... على البكاء فقد قامت قيامته
أكثرت عذلك من يغريه عذلكم ... أيضاً ومثلي لا تغنى ملامته
يا من زيارته تحي النفوس أجر ... صباً كئيباً فقد طالت إقامته
لو قيل ما تتمنى قلت زورة من ... كالبدر طلعته والغصن قامته
نفسي الفدا لمن بشاشته ... في الحب غذ عظمت فيه فضاضته
ومن ذلك:
عن غير جرمٍ نأت فوا أسفي ... أوقفتني حبها على التلف
ما بي على ما لقيت من جلدٍ ... أحنى على مهجتي من الدنف
قد قال قومٌ وأدمعي سكب ... واهاً لهذا وجسمه النحف
قلت عليكم بترك لومكم ... كفى ما بي من فارط الأسف
أبيت لا بات من كلفت به ... بمثل ما بي من شدة الكلف
قد وكل القلب بالغرام فمن ... يخجل قد الغصون بالهيف
خود كان التفاح وجنتها ... وريقها كالمرام في الرشف
تباً لقلبي فإنه سببٌ ... إلى هلاكي بكثرة الخلف
هل من نصوحٍ أشكو إليه فقد ... وقفت منها على شفا جرف
ها أنا يا سادتي بديع أسى ... على بديعٍ في التيه والصلف
يا معدن الحسن جد بمغفرةٍ ... معدن السقم فيك والأسف
آهٍ على ظبيةٍ تريق دمعي ... درة نحرٍ من خالص الصدف
ومن ذلك:
أيا صبري فما أسطيع صبراً ... وذاك لأنني خالفت ضرا
إذ أجل الذي أخفي وأبدي ... من البلوى دعوت الله جهرا
أكف الناس عن عذلي ولومي ... وأنت أراك مما بي مقرا
أعاذل ما أطرا العذل يسلي ... محباً لا ولا يثنيه قهرا

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 53
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست