لقد علمت كل القبائل أن من ... نأى عنه من يهواه جم المصايب
ألا بأبي من قال لي إذ بثثته ... غرامي وقد أعيت وجوه المطالب
فديتك هذا حسن رأيٍ رأيته ... أم الحب غطى عنك سبل المذاهب
فقلت له يا كل شيءٍ أحبه ... مقالة صبٍ صادقٍ غير كاذب
فأقسم بالزيتون والتين حلفه ... لهجرك لي يا سيدي غير واجب
وما أنت بالخل الذي يحمل الجفا ... ويعجبه بعد القريب المسائب
ومن ذلك:
دخل الغرام إلى صميم حشائي ... فشكوت طول صبابتي وعنائي
ما خالص الود الممكن عندكم ... إذ تفخرون بفقدكم من دائي
إن كان منزل من يحبك قد نأى ... فلأبكين على فوات بكائي
ما بال قومٍ يكثرون ملامتي ... مالي عزٌ أعز من فنائي
رمت الوصال فلم أنل من وصله ... إلا كظل الحائط الميفاء
وسألته عطفاً علي فلم يجد ... ماذا على مولاي في إحيائي
ماذا على العذال لو قد زارني ... إلا أنام فكيف نلت منائي
وا حر قلبٍ دواؤه ودواؤه ... بيديه لا يلوي على الرقباء
ومن ذلك:
وقف الهوى بي والمدامع تمهل ... إذ قيل قد قوصوا تحولوا
يا ساحر الصب المعذب قلبه ... عن حسن ما أهل الهوى قد حولوا
لأني على من شفني برحيله ... والحب داخل مهجتي لا يرحل
من كل بابٍ قد رددت بحسرة ... فالنفس من فرط التذلل تذبل
لح العذول فقال دع عنك البكا ... ماذا له لكنه لا يفعل
بالله يا أهل الوفا قولوا له ... ......فقال فإنني لا أفعل
يا ليت كل الدار عين أعاذلي ... والصالحين فلي دموع تهمل
قد صار في دار التذلل موطني ... ماذا على رجلٍ عليه تذللي
ومن ذلك:
بأبي وأمي من رقد ... عني وأغرا بي السهد
الصب منقطع الرجاء ... من التبصر والجلد
ما حيلتي وأنا الذي ... قد ذبت من طول الكمد
أشكو إلى العذال ما ... ألقاه من طول الفند
يا بؤس منقطعٍ إلى ... من ليس ينجز ما وعد
يا بؤس من يحضى هوى ... يبديه دمعٌ يطرد
قد كنت أحسن في الهوى ... حالاً من اللاحي النكد
قد أكثر الناس الملا ... مة للغريب المنفرد
مل تم أسوأ حالة من ... عاشقٍ لم يقتصد
قال الحبيب وفي فؤا ... دي منه نارٌ تتقد
السقم ضيفك قلت لا ... قد أقام مع الأبد
يا قوم كيف لمهجتي ... صبرٌ وقد ذاب الجسد
ما بال دمعي لا يني ... كالمزبد الطافي الزبد
وإذا شكوت صبابتي ... قبل البكا من الرشد
وظهورها فخليناها بحمد الله سبحانه وتعالى وكتبناها متوالية متوالية وقد وجدنا في نسختنا كتابة خافية في بطون الطيور والوحوش على قاريها وهي هذه:
يا من يديم الغضب ... حتى متى تجتنب
لقد بان لي ما أحب ... منك أزلت الغضب
ومن ذلك:
دعني فإني دنف ... ولي حبيبٌ صلف
مازال منك جنف ... كل مليحٍ صلف
هذا بلا نحيبٍ ... يبكيه بعد التجنب
ومن ذلك:
رسول قلبي محجب ... مالي من الحب مهرب
سكوتي عن الأديب ... حذاراً من الرقيب
أناديك من قريبٍ ... مناي فلا تجيب
أنا المدنف الكئيب ... أيها الهائم الغريب
خف الله يا غريب ... ولا تكثر النحيب
دع النوح يا غريب ... على الشادن الربيب
لقد أعرض الحبيب ... فقال اترك النحيب
إن صرت فرداً بلا حبيب ... قد ذبت من كثرة النحيب
فكن صبوراً على الكروب ... ما يصنع البين المفترى بي
من صد عنك تجنب ... وإنما يتعتب
إني لصبٌ معذبٌ ... وظالمٌ متجنب
ومن ذلك:
ليس من كان ذا دنفٍ ... ينكر التيه والصلف
من لصبٍ بكم كلف ... قلبه معدن الدنف
من جميع الورى خلف ... لا ترى صده جنف
أنا صبٌ بمن حنف ... ثم أغوى بي التلف
ومن ذلك:
قد كنت مثل التجنب ... لما يقول أكذب
صلني فإني معذب ... يا من بوصلي تحبب
قد جفا أحسن العرب ... فيم أعرف الضرب