responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 18
خف الله فيمن في يديك عنانه ... وكن منقذ الصب الكئيب من الأسر
فيا من عليه الهجر ضربة لازبٍ ... أترضى بما تأتيه بالله في أمري
خود كأن البدر سنة وجهها ... مكحلة العينين بالفبخ والسحر
تفوق تلذ الغمض بعض فراقه ... ولم يكتحل طرفي بغمضٍ من الضر
لقد نالني منها بلاءٌ مشدد ... بتكرارها لومي سراراً وفي الجهر
ولو شهدتني عند طول تلذذي ... أراعي النجوم الساهرات إلى الفجر
فمن لي بطعم النوم على خيالٍ من ... أؤمله يرثي فيقصر عن هجري
شكوت الذي بي مذ ليالي ثلاثة ... إلى مخجلة الشمس المضيئة والبدر
وقلت له: هل في فؤادك رحمة ... لعبدك يا من صد عني بلا خبر
بأن دموعي كل يومٍ وليلةٍ ... تهامى دراكاً لا تمل من القطر
فلم تك عينٌ مثل عين متيمٍ ... تسح دماً بالدمع ممتزجاً يجري
ومن ذلك:
لما رأى عاذلي ما بي من الكمد ... قال اصطبر قلت لا صبر لي على البعد
فقال هذا رسولٌ قد أتاك بما ... تهواه قلت بماذا قال بالرشد
فقلت قد علم الله المهيمن ما ... ألقاه من كثرة التعذال والفند
علام حرم وصلي من هويت ولم ... أحل قتلي بلا جرمٍ ولا قود
لا وأخذ الله من ملكته قودي ... فبدل العين يعد النوم بالسهد
يا من عليه مدى الأيام معتمدي ... قل للعواذل والباغين بالحسد
ماذا عليكم أضل الله سعيكم ... من عاشقٍ لم يبح وجداً إلى أحد
بالأثمد اكتحلت أجفان طايفةٍ ... والدمع كحلي فما أعرى من الرمد
يا سيدي فإنه أن يبوح بما ... أخفيه من عاذلٍ للصب بالرصد
هذا على أنه يجلو الهموم إذا ... جرى وإن غاض أبلى القلب بالكمد
يا قوم لي في البصرة الغرا لي سكنٌ ... أذاب قلبي بالتفنيد والغيد
فالوجد في كبدي ينمي وينبت لا ... يذدي ويزداد إقبالاً على الأمد
لهفي على من كأن الصبح غرته ... والشعر ليل والغصن البان في الميد
ومن ذلك:
قد عقرب الصدغ على وجنته ... تدمى إذا أهمسها الناظر
تضره لحظة عشاقه ... فالدم من وجنته قاطر
نام ولم يعلم من شفني ... إني من الوجد به ساهر
شكوت مراتٍ إليه الجوى ... فرد مما قال إليه الزاجر
بعد ثلاثٍ جئت تشكو الهوى ... فقلت هذا حين لا ناصر
أحسن خلق الله حالاً فتىً ... يمسي ومولاه له شاكر
مالي معاذ غير مولى به ... أعوذ يا من طرفه ساحر
هل شرف المحزون غير الدعا ... بكلماتٍ حدها ناشر
فكن مجيري من عذاب الهوى ... فأنت والله به خابر
جوارحي يا سيدي كلها ... بها عذابٌ ما له آخر
ومن ذلك:
رشا قال لي ودمعي سفوحٌ ... فيم يا عاشقي علي تنوح
قلت دعني ما لي رسول صدوق ... لا ولا صاحبٍ مشيرٍ نصوح
أشهد الله أنني بك صبٌ ... يا هلالاً من فوق غصنٍ يلوح
أحرام وصلي وجسمي نحيل ... ودموعي تجري وجفني قريح
أنا والله مستهام كئيب ... يا غزالاً له مقالٌ فصيح
يا غزالاً عليه طال بكائي ... أنا صب مضني الفؤاد جريح
إن من أعقل البرية صب ... دمعه هاطل همول سفوح
دع ملامي يا عذولي وتسوق ... ألا تلم أني عن الملام جموح
كم تطيل الملام لي كل يومٍ ... يا عذولي هذا فعال قبيح
ومن ذلك:
قلبي يا رسول ما قال لما ... قلت قد ذاب فيك هماً وغما
هل رثى يا رسول لي من سقامي ... أم تمادى علي جوراً وظلما
فلك الله راعياً وكفيلا ... من رسولٍ يرى النصيحة غنما
أحرام وصلي عليه لأني ... منه يا ابن الكرام أقرب رحما
يا رسول أعاذك الله من ضر فؤادٍ يزداد بالعذل كلما
كن معيني عليه إن فؤادي ... يتلظى والجسم يزداد سقما
أجميل بأن أقيم على الوحدة إذ يرى الدموع سحاً وسجما
قل له يا رسول لقيت خيراً ... لم أذق مذ غبت للنوم طعما
عله أن يرق لي من سقامي ... فيرى بعد حربه لي سلما
قل له يا رسول ما لي جليس ... أتسلى به ليزداد علما

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 18
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست