responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 19
قل له أنت مني في أمانٍ من السوء ولم يبق صدودك جسما
ومن ذلك:
قال رسولي إليه قلت له ... أرسلني من أطلت بكاه
أنا رسول الذي أضر به ... هجرك حتى بكاه أعداه
فقال والله إذ لي كبد ... تذوب شوقاً أوان ذكراه
إن كان يهوى وصلي بذلت له ... وصلاً تلذ الحياة عقباه
فقلت والله لو علمت به ... أو أن يشكو رحمت شكواه
فجد عليه بما يؤمله ... فأنت بعد الإله مولاه
فقال قوم قد أشربو سفها ... لاقوا وقوم المحب أغراه
لو كان نضوا لكان يعجبني ... نحوله والنحول بقياه
فقلت صله فقد تأثم بالسقم فلا تنحلن أعضاه
أفدي رسولي فإنه رجل ... بلغ قلبي ما قد تمناه
من شادن للهلال طلعته ... وللرشا جيده وعيناه
للدر والياسمين بسمته ... والورد والجلنار خداه

أقيه من كل ما يخاف فما ... أوجع قلبي به واشجاه
الحافظ العهد إذ تعاهده ... والخالص الود حين تلقاه
من كان للصب من صبابته ... ناصره لا أذله الله
ومن ذلك:
قد جعلوا آدابهم مغايظتي ... باللوم في سيدي لقد ظلموا
لو رحموني وأحسنوا رفقوا ... لكنهم من سوى ما رحموا
وإن قلت أولادكم بهم دنفي ... قالوا بقول المحال واتهموا
ولو رثوا إلي أكرموا ودعوا ... مودتي أنصفوا وما أثموا
وأتاني من عليه مت أسىٍ ... ومت على العذل فيه بي صمم
أشكو إلى الله أن في كبدي ... وفي فؤادي من هجره ألم
حرم وصلي من غير ما سببٍ ... ودمع عيني عليه ينسجم
لا وأخذ الله من أرق دمي ... ظلماً وبغياً كأنه الحكم
فهل رسول إليه يخبره ... حلفي محبيه وهو لي قسم
كم قائل قال إذ رأى دنفي ... هذا كئيب صبٍ به ألم
ومن ذلك:
يا من له وجهٌ كبدر التمام ... ومن حكاه الغصن عند القوام
أما ترى دمعي على وجنتي ... كأنه سلكٌ وهي من نظام
قد والذي تيم قلبي بكم ... صرت حديثاً لجميع الأنام
لا مثل لي يا قوم في لوعتي ... من قال لي مثل رمي بالحمام
هل لك في الهجر فما لي سوى ... رسول غير دمع سجام
يا من يرى لومي حلالاً أمط ... عني رعاك الله طول الملام
كم لائمٍ لام على غرة ... يظن وصلي من عظيم الأثام
ما دمت من وجدي ومن لوعتي ... يا من دعاه الله رزقي التمام
عبدك قد رق له صحبه ... يا من عليه قتل مثلي حرام
لا زلت في حفظ وفي نعمة ... لا بك ما بي من أليم الغرام
كن راحمي من سقمٍ دائم ... يا خير من يرجى لكشف السقام
ومن ذلك:
لجاجة الصب في الشكوى إلى السكن ... تزيد فيه طوال الهجر والحزن
كتمت والشر كتمان المحب لما ... يلقى وخير الهوى ما كان في العلن
وعادة الصبر للإنسان تكسبه ... عزا وترفعه عن ذلة المهن
يا طالب الخير دع لومي ومعتبتي ... على بكاي على الأطلال والدمن
جسمي عليه الضنى وقف فآهٍ على ... جسمي عليه الضنى باقٍ مع الزمن
أشكو إلى الله من أطال مدته ... بأنه نام عني ثم أرقني
يا من يحرم وصلي فيك من عذلي ... فإن ترك ملامي أعظم المنن
أعاذك الله من ضري ومن كمدي ... ومن ترادف ما ألقى من المحن
مالي رسول إليك اليوم أعلمه ... غير الخضوع وغير الأدمع الهتن
من قال أن الهوى يحلو لذائقه ... فعاش في معزلٍ عن جملة الفطن
ومن ذلك:
قال الحسود وقد رأى ... فرحي بإقبال الرسول
هذا رسول الحب قد وا ... فاك يخبر بالرحيل
فأحببته والله قد أنبأ ... ت بالخطب الجليل
لما رأى وصلي حراماً ... زدت في طول الذهول
لا وأخذ الله العذو ... ل فلست أركن للعذول
ماذا عليه لو رثى ... لمتيمٍ صبٍ عليل
يا قوم ذبوا عن كئيبٍ ... مدنفٍ صبٍ نحيل
يخفي هواي عن الورى ... خوف العذول المستطيل
ويلاه من إعراضكم ... عن صاحب الجسم النحيل
يا قوم ما بالي ألام ... إذا أطلت من العويل

اسم الکتاب : التحف والظرف المؤلف : الدارمي، محمد بن أحمد التميمي    الجزء : 1  صفحة : 19
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست