اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 145
وقال أبو نواس "من السريع":
من لم يطب في الناس يومئذ ... من ريحه -إن مر- لم يطب1
وقال البحتُري "من الطويل":
أنائل جاوزت الأحص وأهله ... وما جدت المشوق بنائل2
وقال الطائي في الربيع "من الطويل":
أسائلكم ما باله حكم البلى ... عليه وإلا فاتركوني أسائله
وقال أيضاً "من الطويل":
ومن كان بالبيض الكواعب مغرما ... فما زلت بالبيض القواطع مغرما
ومن تيمت سمر الحسان فؤاده ... فما زلت بالسمر العوالي متيما
تجشم حمل الفادحات وقلما ... أقيمت صدور المجد إلا تجشما3
وقال أيضاً "من الطويل":
إلى سالم الأخلاق من كل عائب ... وليس له مال على الجود سالم
إذا سيفه أضحى على الهام حاكماً ... غدا العفو منه وهو في السيف حاكم4
1 يقال: طاب يطيب طيبة، والطيب الرائحة الطيبة العبقة، يصف المحبوبة بعبق الرائحة وطيب النشر ويقول: إن من لم يطب من الناس من طيب رائحة المحبوب وهو مار عليهم لم يطب بعدها.
2 نائل: اسم محبوبته، جاوزت الأحص مثل يضرب لمن يطلب الشيء بعد فوات موضعه، والأحص: ماء في موضع بهذا الاسم بتهامة، جاد بالشيء: منحه، النائل: العطاء، الصب: ذو الصبابة والشوق، شاقه الشيء فالشئ شائق وهو مشوق.
3 البيض: النساء الحسان، والبيض الثانية: السيوف، الكواعب: جمع كاعب وهي الفتاة التي كعب ثديها أي بدا للنهود. تيمه الحب: أضناه، سمر الحسان: أي الحسان السمر اللون، والسمر الثانية: الرماح. تجشم الأمر: تكلفه على مشقة، والتجشم: التكلف، والفادحات: الأمور الفادحة وهي الثقيلة، وهي أعباء المجد.
4 الهام: الرءوس، والمعنى: أنه -أي الممدوح- نبيل الخلق كثير الجود مسلط على الأعداء، سلم خلقه من كل عيب ولم يسلم ماله من تبديد الجود.
اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 145