اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 144
وفود أملوك أبا عليٍ ... ولولا أنت ما كانوا وفودا1
وقال في صفة الشيب "من الخفيف":
يا بياضاً أذرى دموعي حتى ... عاد منها سواد عيني بياضا2
وقال أيضاً "من الوافر":
شريف لا ترى قولاً وفعلاً ... ولا خلقاً له إلا شريفا
وقال أبو الغمر الطهوي3 "من الخفيف":
ما لجنية المحاسن لا تأوي ... لخرقٍ كأنه جنى4
وقال أحمد بن يوسف في بعض كتبه: فشكر الله لك ما أصبحت مشكوراً به. وكتب بعضهم: إن الشكر من الله بأحسن المواضع فازدد منه تزدد به وحافظ عليه تُحفظ به. وقال بعض المحدثين وهو إبراهيم بن الفرج البندنيجي5 "من البسيط":
تقاصرت همم الأملاك عن ملكٍ ... أمسى الرجاء عليه وهو مقصور
فوفره بين أهل العرف منتهب ... وعرضه عن لسان الذم موفور6
1 مفيد: من أفاد المال أعطاه، وأفاده أيضًا: أخذه. أقوى القوم: صاروا بالقواء هو القفر، والمقوى أيضًا الذي لا زاد معه، والمراد: وأنت فقير، صرف الدهر: حدثانه ونوائبه، أمله: رجاه.
2 أذرت العين دمعها: صبَّته.
3 مضت ترجمته في البيت "115".
4 جنية المحاسن: أي فائقتها، تأوي: تسكن، الخرق: الرجل الكريم الحسن الخلق أو الشديد الذي ليس برقيق يعني نفسه، والمعنى: أن محبوبته الفائقة في الحسن لا تواصله وهو كريم النفس حسن الخلق يتحمل الشدائد، فهو دائب السعي يحمل نوائب المعروف حتى صار كأنه جني من طول تحمله وسعيه في سبيل المعروف.
5 البندنيجي نسبة إلى موضع اسمه البندنيجيين، وورد في الكلام 150/ 2.
6 تقاصرت: عجزت عن بلوغ شأوه، الهمم: جمع همة، الأملاك: جمع ملك، الوافر: المال الكثير، العرف: البذل والجود، أنهب الرجل ماله فانتهبوه ونبهوه وناهبوه بمعنى واحد، والنهب: الغنيمة، عرض الرجل موضع الذم والمدح منه، الموفور: الشيء التام، وفر عليه حقه توفيرًا واستوفره: استوفاه.
اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 144