اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 146
وقال "من البسيط":
إن ينج منها أبو نصرٍ فعن قدرٍ ... ينجى الرجال ولكن سله كيف نجا
وقال آخر -وأظنه متقدماً لسلمة بن عباس[1]- "من الطويل":
سمين قريش مانع منك غثه ... وغث قريش حيث كان سمين2
وقال البحتري "من الكامل":
سلبوا وأشرقت الدماء عليهم ... محمرةً فكأنهم لم يسلبوا3
وقلت "من البسيط":
يا دائم الهجر والتجني ... دعني من الهجر أو فدعني
فر فؤادي إليك مني ... فسله عما أردت مني4
ومن المعيب منه في الكلام أو الشعر قول ذي نواس البجلي "من الطويل":
يتيمني برق المباسم بالحمى ... ولا بارق إلا الكريم يتيمه5 [1] شاعر مخضرم أدرك الدولتين، ومدح عمارة بن حمزة صاحب خراج البصرة للمهدي، وينسب البيت لعروة بن أذينة "204/ 3 بيان".
2 الغث: اللحم المهزول والحديث الرديء، والسمين: ضد المهزول. ويروى: منك لحمه "253/ 2 الكامل" وهي رواية البيان أيضًا.
3 سلب الأعداء: أخذ سلبهم، والسلب: المسلوب، والسلب: الاستلاب والاختلاس.
4 في الديوان "1/ 99" هذان البيتان بوزن آخر وهو المجتث وهما هنا من مخلع البسيط وهما كما في الديوان:
يا دائم الهجر دعني ... من الصدود وقلني
فرّ فؤادي مني ... فسل يحدثك عني
والتجني: الدلال والتيه. والمعنى: أيها المحب الدائم الهجر والدلال حسبك هذا، فإما أن تدع هجرك، وإما أن تدعنا وتتركنا، فليس بالخليل الوفي من يهجر ويتجنى على محبيه، وإن قلوبنا فرت من صدورنا وأقامت في حماك فاسألها تنبئك بما تكنه لك من حب ولوعة ووفاء.
5 تيمه الحب: أضناه شوقًا، البرق: التلألؤ، وبرق السيف وغيره: تلألأ، المباسم: جمع مبسم وهو الثغر. والمعنى: أن مبسم الحبيب الساحر الجميل المتلألئ عند افتراره يزيدني هيامًا ولوعة وكل كريم يتيمه الحسن ويأسره الجمال.
اسم الکتاب : البديع في البديع المؤلف : ابن المعتز الجزء : 1 صفحة : 146