اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 173
لقد نهج هذا المنهج في دراسة الشعر الجاهلي كلٍّ من الأساتذة: أحمد كمال زكي، وإبراهيم عبد الرحمن، مصطفى ناصف، وعبد الجبار المطلبي، ونصرت عبد الرحمن، وعلي البطل، وسنحاول أن نعرض لأعمال كلٍّ منهم في إيجاز.
أما الدكتور أحمد كمال زكي فأعماله: "تراثنا الشعري والتاريخ الناقص"[1] و"التفسير الأسطوري للشعر القديم"[2] و"التشكيل الخرافي في شعرنا القديم"[3].
وفي بحثه الأوّل يقرر وجود نقص في دراساتنا التاريخية المتصلة بالشعر, وهذا أدَّى إلى قصور في القوانين التي ارتضينا أن نحكمه بها، ويحدد المعوقات التي حالت دون وصول الشعر الجاهلي كاملًا في ثلاثة محاور أو أربعة، ويزعم بأن شعرنا لو كان أخذ الأخذ الموضوعي، ثم نوقش المناقشات التي تخرجه عن جهد الشراح اللغويين, لعرفناه خيرًا مما عرف به، وأما المحاور فهي: إعراض أغلب الذين أرَّخوا لأدبنا عن تناول جزء من هذا الشعر تناولًا غير تقليدي، أو إعراض عن قسم من هذا الشعر متصل بالأساطير وأيام العرب، وكانت النتيجة عصفًا عاتيًا بقصائد كاملة ومقطوعات ومطولات جاهلية تدرج في سلك الشعر الأسطوري، وجاء اللغويون الرواة فبدّلوا بعض الكلمات ذات الدلالة في الشعر، وأما المحور الثاني: فتلك الأحكام الجزافية التي أطلقت على ذلك الشعر، مما ترك أثره في تصورنا المبتور لتاريخ الأدب العربي، ويرى سبل تصويب الخطأ في إطلاق النصّ الشعري من أمر الشاهد اللغوي الذي قيد النظر القديم في الشعر، وكذلك ألّا نعد أيام العرب تاريخًا, بل أدبًا جاهليًّا فيه الشعر والنثر، وأخطرها تطبيق مقاييسنا الخلقية في إطارها الإسلامي على ما أبقى عليه العلماء المتقدمون من شعر بعد تصيفيته أو تطهيره من الوثنيات.
وأما المحور الثالث: فمتعلق بالمنهج وهو إبقاء الشعر، وهو الناقص كما بينا، على السطح واختفاء ما عداه، ويقرر بعد ذلك جملة حقائق هي:
1- إن مدار فكرة أي موضوع من تلك الموضوعات الوثنية كان من أهم أسباب تحول بعضها إلى الخرافات والحكايات التي تضمنتها السير الشعبية. [1] مجلة فصول، مجلد4، عدد2 "1984"، ص11 وما بعدها. [2] المرجع نفسه، المجلد1، العدد 3 "1981"، ص115-126. [3] فصل من كتاب "دراسات في النقد الأدبي" ص151-174.
اسم الکتاب : الأدب الجاهلي في آثار الدارسين قديما وحديثا المؤلف : عفيف عبد الرحمن الجزء : 1 صفحة : 173