اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 265
بعضهم برفع الحين[1].
وأما قوله:
يبغي جوارك حين لات مجير2
فارتفاع "مجير" على الابتداء أو على الفاعلية، والتقدير: حين لات له مجير، أو يحصل له مجير، و"لات" مهملة؛ لعدم دخولها على الزمان. ومثله قوله: [1] أي: على أنه اسمها والخبر محذوف؛ أي: ليس حين فرارا حينا لهم. وهذه القراءة لعيسى بن عمر في الشواذ.
2 عجز بيت من الكامل: للشمردل الليثي؛ يرثي منصور بن زياد, وفي الحماسة: أنه لعبد الله بن أبي أيوب التيمي. وصدره:
لهفي عليك للهفة من خائف
اللغة والإعراب:
لهفي: أسفي, من اللهف؛ وهو الحزن والأسى على فائت. للهفة: أي: لأجل لهفة؛ أي: استغاثة. مجيز: ناصر يمنع الأذى ويدفعه. "لهفي" مبتدأ. "عليك" جار ومجرور خبر، أو متعلق به، و"للفهة" هو الخبر؛ أي: حزني عليك حزن شديد. "يبغي جوارك" الجملة صفة لخائف. "حين" ظرف ليبغي. "لات" نافية مهملة. "مجير" مبتدأ، وخبره الجار والمجرور المقدر قبله. أو فاعل لمحذوف كما قدر المصنف.
المعنى: لي عليك حسرة شديدة وحزن عميق، من أجل رجل نابه ريب الزمان، وعضه الدهر، وطلب الغوث فلم يجدك، وقد كنت نصيرا لمن لا ملجأ له ولا نصير.
الشاهد: إهمال "لات"؛ لعدم دخولها على الزمان. وفي ذلك يقول الناظم:
وما لـ"لات" في سوى حين عمل ... وحذف ذي الرفع فشا والعكس قل*
أي: إن "لات" لا تعمل في غير الحين؛ أي: الزمن, ولا بد من حذف أحد معموليها, وحذف الاسم صاحب الرفع هو الفاشي؛ أي: الشائع، والعكس قليل، وهو حذف الخبر.
* "وما" نافية. "للات" خبر مقدم. "في سوى" جار ومجرور متعلق بعمل الآتي. "حين" مضاف إليه. "عمل" مبتدأ مؤخر، وسكن للضرورة. "وحذف" مبتدأ. "ذي الرفع" مضافان إليه. "فشا" ماض فاعله يعود إلى حذف ذي الرفع، والجملة خبر المبتدأ. "والعكس قل" العكس مبتدأ، وجملة "قل" خبر.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 265