اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 266
لات هنا ذكرى جبيرة ... 1
إذ المبتدأ "ذكرى" وليس بزمان.
حكم إن:
وأما إن: فإعمالها نادر[2]، وهو لغة أهل العالية[3]؛ كقول بعضهم: "إن أحد خيرا من
1 قطعة من صدر بيت؛ من الخفيف، للأعشى ميمون بن قيس. وتمامه:
.................... أو من ... جاء منها بطائف الأهوال
اللغة والإعراب:
هنا: اسم إشارة للمكان، واستعير هنا للزمان. ذكرى: تذكر جبيرة: اسم امرأة؛ وهي بنت عمرو بن حزم، وقيل هي امرأة الأعشى. بطائف، الطائف: الذي يطرق ليلا، وأراد هنا خيالها الذي يطرقه عند النوم. الأهوال: جمع هوال، وهو الخوف. "لات" حرف نفي مهملة. "هنا" ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر مقدم. "ذكرى جبيرة" مبتدأ مؤخر، ومضاف إليه من إضافة المصدر لمفعوله. ويجوز أن يكون "هنا" متعلق بذكرى، والخبر محذوف؛ أي: ليت ذكرى جبيرة مقبولة.
المعنى: ليس هذا الوقت. وقت تذكر جبيرة، أو تذكر ذلك الطائف الذي أزعجك؛ لما رأيته من ضبها.
الشاهد: إعمال "لات"؛ لأن اسمها ليس بزمان كما أشار المصنف. وذهب سيبويه وآخرون إلى أن "هنا" التي تقع بعد "لات" في مثل هذا البيت، ظرف زمان متعلق بمحذوف خبر لها، وقد أضيفت إلى ذكرى جبيرة، واسم "لات" محذوف؛ أي: ليس الوقت وقت ذكرى جبيرة.
هذا: وقد تهمل "لات" وتكون للنفي المحض؛ كقول الشاعر:
ترك الناس لنا أكنافهم ... وتولوا لات لم يغن الفرار
وذلك مقصور على السماع. [2] وهي لنفي الزمن الحالي عند الإطلاق، ويشترط فيها عند الإعمال، ما يشترط في "ما" إلا أن "إن" لا تقع بعدها. [3] هي ما فوق نجد إلى تهامة، وإلى مكة وما والاهما. وبها أخذ الكوفيون، ما عدا الفراء، وبعض البصريين؛ كالمبرد وابن السراج والفارسي، وتبعهما ابن مالك حيث يقول:
في النكرات أعملت كليس "لا" ... وقد تلي "لات" و"إن" ذا العملا *
أي: أعملت "لا" في النكرات عمل ليس، وقد تتولى "لات" "وإن" هذا العمل فترفع كل منهما الاسم وتنصب الخبر.
* "في النكرات" متعلق بأعملت. "أعملت" ماض للمجهول، والتاء للتأنيث. "كليس" متعلق بمحذوف حال من "لا" أو صفة لموصوف محذوف؛ أي: إعمالا مماثلًا إعمال ليس."لا" نائب فاعل أعملت مقصود لفظه. "وقد" حرف تقليل. "لات" فاعل تلي. "وإن" معطوف على لات. "ذا" اسم إشارة مفعول تلي. "العملا" بدل، أو نعت لاسم الإشارة.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 266