اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 263
حكم "لا" شروط إعمالها حكم "ليس":
وأما لا: فإعمالها عمل "ليس" قليل[1]، ويشترط له الشروط السابقة، ما عدا الشرط الأول[2]، وأن يكون المعمولان نكرتين[3]. والغالب أن يكون خبرها محذوفًا، حتى قيل بلزوم ذلك؛ كقوله:
فأنا ابن قيس لا براح4 [1] هذا مذهب سيبويه وبعض الحجازيين، وتسمى "لا النافية" للوحدة؛ لأنها تدل على نفي الخبر عن فرد واحد، إن كان اسمها مفردا؛ نحو: لا رجل غائبًا، ولا تدل على الجنس كله. [2] وهو ألا يقترن الاسم بإن الزائدة؛ لأنها لا تقع بعد "لا". [3] فإن كان أحدهما معرفة، أو كلاهما، لم تعمل، وأما قول المتنبي:
فلا الحمد مكسوبا ولا المال باقيا
وقول النابغة الجعدي:
وحلت سواد القلب لا أنا باغيا ... سواها ولا عن حبها متراخيا
فنادر ويجوز أن يكون خبرها جملة فعلية، أو شبه جملة؛ لأنهما في حكم النكرة.
4 عجز بيت من الكامل؛ لسعد بن مالك القيسي، جد طرفة بن العبد في الفخر، وهو يعرض بالحارث بن عباد، حين اعتزل حرب البسوس المعروفة، بين بكر وتغلب؛ ابني وائل. وصدره:
من صد عن نيرانها
اللغة والإعراب:
صد: أعرض وامتنع. نيرانها: الضمير للحرب في أبيات سابقة. قيس: جده الأعلى. لا براح: لا زوال ولا فرار. "من" اسم شرط جازم مبتدأ. "عن نيرانها" متعلق بصد الواقع فعلًا للشرط. "فأنا ابن قيس" مبتدأ وخبر، وهو علة للجواب المحذوف؛ أي: فأنا لا أصد؛ لأني ابن قيس. "لا" نافية للوحدة. "براح" اسمها مرفوع بالضمة والخبر محذوف؛ أي: لا براح لي، وهو "الشاهد".
وقبل هذا البيت:
يا بؤس للحرب التي ... وضعت أراهط فاستراحوا
المعنى: من امتنع عن اقتحام الحرب، وتحمل ويلاتها، فأنا لا أمتنع؛ لأني ابن قيس المعروف بالشجاعة، والنجدة والإقدام؛ لا براح لي، ولا نكوص عن خوضها.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 263