اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 231
إلى مفعول، ومعناه ماز[1]، تقول: زل ضأنك عن معزك، ومصدره الزيل، ومن ماضي يزول؛ فإنه فعل تام قاصر، ومعناه الانتقال[2]؛ ومنه: {إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَنْ تَزُولا [3] وَلَئِنْ زَالَتَا} ، ومصدره الزوال.
الثالث: ما يعمل بشرط تقدم "ما" المصدرية الظرفية 4
وهو "دام"؛ نحو: {مَا دُمْتُ حَيًّا} ؛ أي: مدة دوامي حيا. وسميت "ما" هذه مصدرية؛ لأنها تقدر [1] أي: ميز وفصل. [2] وقد يكون معناه الفناء والانتهاء، تقول: زال حكم الطغاة؛ أي: انتهى. [3] أي: تنقلا. و"تزولا" مضارع منصوب بأن، وعلامة نصبه حذف النون والألف فاعل، وأن وما بعدها في تأويل مصدر مجرور بحرف جر محذوف، وإنما كانت "زال" بمعنى استمر ناقصة وغيرها تاما؛ لأنه قصد في الأولى انتقال النسبة التي هي مضمون الجملة، فلا بد بعدها من ذكر الجملة. والثانية قصد بها الانتقال من المفرد.
4 هي التي تؤول مع ما بعدها بمصدر يكون معمولا للمضارع قبلها، مع نيابتها عن ظرف زمان بمعنى "مدة"؛ فلو كانت "ما" مصدرية غير ظرفية، كانت "دام" تامة، بمعنى بقي واستمر، وإن جاء بعد المرفوع منصوب، أعرب حالا؛ نحو: يسرني ما دمت مواظبا على الحضور؛ أي: مواظبتك، وكذلك إذا لم تذكر معها "ما"؛ ويشترط ألا يكون خبرها جملة ماضوية، وألا يتقدم الخبر عليها ولا على "ما"؛ لأن ما المصدرية الظرفية لا يسبقها شيء من صلتها التي تسبك معها بمصدر. وفي "دام" يقول الناظم:
ومثل كان دام مسبوقا بـ"ما" ... كأعط ما دمت مصيبا درهما*
أي: إن "دام" مثل "كان" في العمل، بشرط أن تسبقها "ما" المصدرية الظرفية كما يقيده المثال؛ أي: أعط مدة دوامك مصيبا الدرهم، ومصيبا المحتاج.
* "ومثل" خبر مقدم. "كان" مضاف إليه مقصود لفظه. "دام" مبتدأ مؤخر. "مسبوقًا" حال من دام. "بما" جار ومجرور متعلق بمسبوقا. "كأعط" الكاف جارة لقول محذوف كما سبق مرات. "أعط" فعل أمر فاعله أنت، ومفعوله الأول محذوف؛ أي: المحتاج مثلا. "ما" مصدرية ظرفية. "دمت مصيبا" دام واسمها وخبرها. "درهما" مفعول ثان لأعط.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 231