اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 232
بالمصدر، وهو الدوام، وسميت ظرفية؛ لنيابتها عن الظرف وهو المدة.
أقسامها من حيث التصرف وعدمه:
وهذه الأفعال في التصرف ثلاثة أقسام:
ما لا يتصرف بحال؛ وهو: "ليس" باتفاق و"دام" عند الفراء وكثير من المتأخرين[1].
وما يتصرف تصرفًا ناقصًا؛ وهو "زال" وأخواتها؛ فإنها لا يستعمل منها أمر ولا مصدر[2]، و"دام" عند الأقدمين؛ فإنهم أثبتوا لها مضارعًا.
وما يتصرف تصرفًا تاما، وهو الباقي[3].
وللتصاريف في هذين القسمين ما للماضي من العمل[4]. [1] أما دم ويدوم ودائم ودوام، فمن تصرفات دام التامة. ويرى بعض النحاة أنه قد يجيء المضارع من دام الناسخة ناسخًا مثل الماضي، ولكنه قليل الاستعمال. ورجح الصبان: أن لـ"دام" الناسخة مصدرا، بدليل تقديرهم في "ما دمت حيا"، مدة دوامي حيا. [2] ذلك لأن من شرط عملها النفي، وهو لا يدخل على الأمر، كما أنها لا تدل على الحدث على الراجح، ويأتي منها الماضي والمضارع واسم الفاعل. [3] المراد التمام النسبي؛ لأنه ورد منها الماضي والمضارع والأمر والمصدر، على قلة، واسم الفاعل دون اسم المفعول، وباقي المشتقات؛ فإنها لم ترد والباقي هو: كان أصبح، أضحى، أمسى، بات، ظل، صار. [4] وفي هذا يقول ابن مالك:
وغير ماض مثله قد عملا ... إن كان غير الماض منه استعملا *
أي: إن الفعل غير الماضي -إن وجد واستعمل- فإنه يعمل مثل الماضي.
* "وغير" مبتدأ. "ماض" مضاف إليه. "مثله" حال مقدم من فاعل عمل ومضاف إليه. "قد" حرف تحقيق. "عملًا" ماض فاعله يعود على غير الماضي، والألف للإطلاق، والجملة خبر المبتدأ. "إن" شرطية. "كان غير الماضي" كان واسمها ومضاف إليه. "منه" متعلق باستعمل. "استعملا" فعل ماض، ونائب الفاعل يعود إلى غير الماضي، والألف للإطلاق، والجملة خبر كان، وجواب الشرط محذوف؛ أي: إن كان غير الماضي مستعملا فإنه يعمل مشابها للماضي.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 232