اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 164
وقوله:
...................فمن ذا يعزي الحزينا1
= موصول خبر، وجملة "يحاول" صلة، والعائد محذوف؛ أي: يحاوله، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مفعول ثان لتسألان، و"المرء" مفعول أول. "أنحب" الهمزة للاستفهام، ونحب: خبر لمبتدأ محذوف، أو بدل من ما. "أم ضلال" مثله.
المعنى: ألا تسألان يا صاحبي هذا الحريص على الدنيا: ما الذي يبغيه من تهالكه عليها، ومحاولته الوصول إلى أقصى غاياته؟ أهو نذر أوجبه على نفسه؛ فهو يدأب لإنفاذه ويسعى لقضائه؟ أم ضلال وباطل من أمره؟
الشاهد: في "ماذا"؛ حيث استعملت "ذا" موصولة بمعنى الذي، وأتى بعدها بجملة صلة، وتقدمها. "ما" الاستفهامية. ولا يصح أن تجعل. "ذا" ملغاة مركبة مع. "ما" مفعولا مقدما ليحاول؛ لأنه جاء بالبدل مرفوعًا، مما يدل على أن المبدل منه كذلك. ويضعف أن تكون. "ماذا" مبتدأ، وجملة. "يحاول" خبر؛ لعدم وجود رابط بين جملة الخبر والمبتدأ، وحذف الرابط في مثل هذا قليل، حتى منعه سيبويه.
1 عجز بيت -إلا كلمة- من المتقارب، لأمية بن أبي عائذ الهذلي، يمدح عبد العزيز بن مروان. وتمامه:
ألا إن قلبي لدى الظاعنينا ... حزين..........................
اللغة والإعراب:
الظاعنين: جمع ظاعن بمعنى الراحل، وهو اسم فاعل من ظعن بمعنى سار. حزين: منقبض مكتئب. يعزي: يسلي ويعين على البصر. "ألا" أداة استفتاح. "حزين" خبر إن. "فمن" اسم استفهام مبتدأ. "ذا" اسم موصول خبر. "يعزي الحزينا" الجملة صلة.
المعنى: يقول: إن قلبي منقبض ومكتئب ومتألم لفراق الأحبة ورحيلهم؛ فهل هناك من يسليني، ويسري عني، ويبعث الصبر إلى نفسي؛ لتخف آلامي.
الشاهد: في "من ذا" حيث جاءت "ذا" اسم موصول، وتقدمتها "من" الاستفهامية. وقد قدمنا رأي البعض في ذلك, وفي حكم "ذا" يقول ابن مالك:
ومثل "ما" "ذا" بعد ما استفهام ... أو "من" إذا لم تلغ في الكلام*
=
* "ومثل" خبر مقدم. "ما" مضاف إليه. "ذا" مبتدأ مؤخر. "بعد" ظرف متعلق بمحذوف حال من ذا. "ما" مضاف إليه قصد لفظه. "استفهام" مضاف إليه. "أو" عاطفة. "من" معطوف على ما. "إذا" ظرف مضمن معنى الشرط. "لم تلغ" مضارع مجزوم بحذف الألف، ونائب الفاعل يعود إلى ذا، وهو فعل الشرط، وجواب الشرط محذوف؛ أي: إذا تلغ في الكلام فهي كذلك.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 164