اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 165
والكوفي لا يشترط "ما"، ولا "من".
واحتج بقوله:
أمنت وهذا تحملين طليق1
= أي: إن "ذا" تشبه "ما" في إنها عامة صالحة لجميع الأنواع مع عدم تغيرها؛ وذلك بشرط أن تقع بعد "ما" أو "من" الاستفهاميتين، وترك الناظم بقية الشروط، وقد ذكرها المصنف.
تنبيه: إلغاء "ذا" قد يكون بتركيبها مع "من" أو "ما" واعتبارهما كلمة واحدة كما بينا، ويسمى هذا إلغاء حكميا، وقد يكون باعتبارها كلمة زائدة، مستقلة بنفسها، يجوز حذفها وإبقائها، ويسمى هذا إلغاء حقيقيا. وهي في هذا ليس لها محل من الإعراب؛ لأنها لا تقع فاعلا ولا مفعولا ولا مبتدأ ... إلخ. ويجب تقديم "من" و"ما" الاستفهاميتين في أول جملتها؛ لأن الاستفهام الأصيل له الصدارة. وتحذف ألف "ما" الاستفهامية في حالة الجر، بخلاف الإلغاء الحكمي في جميع ما تقدم.
1 عجز بيت من الطويل، ليزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري، قاله يخاطب بغلته، وقد قدمت إليه حين خروجه من سجنه فنفرت، وكان قد هجا عبادا هذا، وملأ البلاد من هجوه؛ فسجنه وعذبه، ثم خرج بأمر معاوية، وصدره:
عدس ما لعباد عليك إمارة
اللغة والإعراب:
عدس: اسم صوت لزجر البغل، واسم للبغل أيضا. عباد: هو ابن زياد بن أبي سفيان والي سجستان. إمارة: حكم وتسلط. طليق: اسم مفعول ومعناه: مطلق السراح من السجن لا سلطان لأحد عليه. "عدس" اسم صوت مبني على السكون لا محل له. "ما" نافية مهملة. "لعباد" خبر مقدم. "إمارة" مبتدأ مؤخر. "وهذا" الواو للحال، وها: حرف تنبيه، وذا: اسم موصول مبتدأ. "تحملين" الجملة صلة والعائد محذوف؛ أي: تحملينه "طليق" خبر.
المعنى: قفي أيتها البغلة، ولا تخافي؛ فليس لعباد علي حكم ولا سلطان، وأنت الآن في أمان منه، والذي تحملينه قد أخرج من سجنه، فهو حر طليق. =
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 165