اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 106
وإن كان فعلًا ناسخًا؛ نحو: "خلتنيه"، فالأرجح عند الجمهور الفصل[1].
كقوله:
أخي حسبتك إياه ... 2
=
لئن كان حبك لي كاذبا
اللغة والإعراب:
"لئن" اللام موطئة للقسم، و"إن" شرطية جازمة. "كان" فعل الشرط "حبك" اسمها مضاف إلى الكاف، من إضافة المصدر لفاعله. "كاذبا" خبر كان "لقد" اللام واقعة في جواب القسم. "حبيك" اسم كان مرفوع بضمة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم، والياء مضاف إليه، وهي فاعل المصدر، والكاف مفعوله. "حقا" خبر كان "يقينا" صفة مؤكدة لـ"حقا"، وجواب الشرط محذوف لدلالة جواب القسم عليه.
المعنى: يقول لمحبوبته: لئن كنت كاذبة في حبك لي، فإن محبتي لك صادقة لا شك فيها.
الشاهد: في "حبيك"؛ حيث أتى بالضمير الثاني وهو ضمير المخاطبة متصلا، وذلك أمر سائغ، ولو أتى به منفصلا لقال: حبي إياك، وهو الأرجح. [1] لأن الضمير خبر في الأصل، وحق الخبر الانفصال.
2 هذا جزء من صدر بيت من البسيط، ولم ينسب لقائل. وتمامه:
........................ وقد ملئت ... أرجاء صدرك بالأضغان والإحن
اللغة والإعراب: حسبتك إياه: ظننت أنك أخي, أرجاء: نواحي؛ جمع رجا كعصا، وهو الناحية. الأضعان الأحقاد: جمع ضغن؛ وهو الحقد. الإحن: جمع إحنة؛ وهي الحقد أيضا، فالعطف للتفسير والترادف. "أخي" مبتدأ. "حسبتك" فعل وفاعل، والكاف مفعول أول. "إياه" مفعوله الثاني، والجملة خبر المبتدأ، ويجوز أن يكون "أخي" منادى" أو مفعولا بفعل محذوف يفسره. "حسبتك" ويكون من باب الاشتغال كما سيأتي. "وقد ملئت" الواو للحال وقد للتحقيق، ملئت فعل ماض للمجهول، و"أرجاء" نائب فاعل. "صدرك" مضاف إليه والجملة حال.
المعنى: لقد كنت أظنك أخي الحق؛ الذي يشد أزري عند الشدائد، ويدفع عني عوادي الزمن، ولكني وجدت منك صدرا مليئا بالأحقاد والضغائن علي.
الشاهد: في "حسبتك إياه"؛ حيث أتى بالضمير الثاني منفصلا، وهو مفعول لفعل ناسخ وهو حسب، وذلك أرجح عند الجمهور. ويجوز الوصل، ولو وصل لقال: حسبتكه.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 106