اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 104
ومنه قوله:
.................................. وإنما ... يدافع عن أحسابهم أنا أو مثلي1
لأن المعنى: ما يدفع عن أحسابهم إلا أنا.
ويستثنى من هذه القاعدة مسألتان:
إحداهما: أن يكون عامل الضمير عاملًا في ضمير آخر أعرف منه[2]، مقدم عليه،
1 هذا عجز بيت من الطويل للفرزدق، من قصيدة يعارض فيها جريرا ويهجوه ويفخر عليه. وصدره:
أنا الذائد الحامي الذمار ...
اللغة والإعراب:
الذائد: المدافع، وهو اسم فاعل، من ذاد الشيء يذوده، دفعه ومنعه. الحامي: هو بمعنى الذائد؛ من الحماية، فهو تفسير له. الذمار: كل ما يلزم الإنسان حفظه وحمايته والدفاع عنه. أحسابهن: جمع حسب، وهو ما يعده الإنسان من مفاخر أصوله. "أنا الذائد" مبتدأ وخبر. "الحامي" صفة للذائد. "الذمار" مفعول الحامي أو مضاف إليه. "إنما" أداة حصر. "أنا" فاعل يدافع. "أو مثلي" معطوف عليه.
والمعنى: أنا الذي أدافع عن قومي وأحمي كل ما تجب حمايته لهم، من أموال وأعراض وغيرهما، ولا يدافع عن أحسابهم ومفاخرهم إلا أنا، أو من كان مثلي في الشجاعة والغيرة وصفات الكمال.
الشاهد: في "أنا" حيث جاء ضميرا منفصلا بعد "إلا" في المعنى والتأويل كما ذكر المصنف. هذا: ومن المواضع التي لا يتأتى فيها الاتصال أن يكون عامل الضمير محذوفا، وذلك في باب "التحذير والإغراء"؛ كما سيأتي؛ نحو: إياك والشر، أو يكون حرف نفي؛ نحو: {مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ} ، {إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ} . أو يقع بعد إما المكسورة الهمزة، نحو: إما أنا، وإما أنت. أو يكون منادى عند من يجيز نداء الضمير؛ نحو: يا أنت. أو يكون الضمير تابعا لكلمة تفصل بينه وبين عامله؛ نحو: {يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ} . أو يقع الضمير بعد واو المعية؛ نحو: حضر زملائي وسأسافر وإياهم. أو يكون مبتدأ؛ نحو: أنت أخ وفي. أو يكون فاعلا لمصدر مضاف إلى مفعوله؛ نحو: بمساعدتكم نحن انتصرتم. أو مفعولًا لمصدر مضاف إلى فاعله، نحو: سررت من إكرام الزملاء إياك. [2] بينا سابقا أن ضمير المتكلم أعرف من ضمير المخاطب، وهذا أعرف من ضمير الغيبة.
اسم الکتاب : ضياء السالك إلى أوضح المسالك المؤلف : النجار، محمد عبد العزيز الجزء : 1 صفحة : 104