يقال: شكرتك ونصحتك ويرى أنَّ الصواب أن يقال: "شكرت لك ونصحت لك" وقال: هذا كلام العرب وقال الفراء: "العرب لا تكاد تقول شكرتك، إنما تقول شكرت لك، ونصحت لك، ولايقولون نصحتك، وربّما قيلتا"1
وأجاز الأخفش الصغير[2]: أن يُحكم باطراد حذف حرف الجر، والنصب فيما لا لَبْسَ فيه إذا كان الفعل يتعدّى إلى اثنين أحدهما بنفسه والآخر بواسطة حرف الجرّ، إنْ تعيّن الحرف، وتعين موضعه، كقول الشاعر:
تَحِنُّ فَتُبْدي ما بِها مِنْ صَبابَةٍ ... وَأُخْفي الَّذي لَوْلا الأُسى لَقَضانِي3
قال ابن مالك: "والصحيح أن يتوقف فيه على السماع"[4].
الحالة الثالثة: حذف سماعي مخصوص بالضرورة كقول الشاعر:
يُشَبَّهونَ سُيوفاً في مَضائِهِمُ ... وَطولِ أَنْضِيَةِ الأعْناقِ والأَمَمِ5
أي: يشبّهون بسيوف، وقول الآخر:
1 معاني القرآن: 1/92. [2] شرح الجمل لابن عصفور:1/307، شرح التسهيل لابن مالك:2/150، وتعليق الفرائد: 5/17، والأخفش الصغير هو: علي بن سليمان بن الفضل أبو الحسن أخذ عن الإمامين المبرد وثعلب، توفي عام 315?: تنظر ترجمته في طبقات الزبيدي: 115، ونزهة الألباء: 185، وإنباه الرواة: 2/276.
3 بيت من الطويل منسوب لعروة بن حزام في الخزانة:8/130، والدرر: 4/136، ودون عزوفي الكامل للمبرد:47،والمسائل العسكرية:192،وشرح الجمل لابن عصفور:1/307.
والأسى بضم الهمزة جمع أُسوة: وهو التأسي وما يتأسّى ويتعزّى به الحزين. [4] شرح التسهيل: 2/150.
5 بيت من البسيط: للشمردل بن شريك اليربوعي وهو في شعره المجموع ضمن شعراء أمويون القسم الثاني 552 وهو فيه: "يشبهون قريشاً من تكلمهم"، والرواية المثبتة هي رواية الشاطبي:1/142.