اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 457
ومن ذلك ما رَوى اليزيديُّ عن أبي عمرو، من إدغام الجيم في التاء في مثل[1]: "ذِي المَعارِج تَّعرُجُ"، وسيبويه[2] لم يذكر إدغامها إِلَّا في الشين خاصَّة. فينبغي أن يُحمل ذلك على إِخفاء الحركة أيضًا.
ومن ذلك إدغام أبي عمرو الحاء في العين من قوله تعالى[3]: "فمَن زُحْزِح عَّنِ النَّارِ" في إحدى الروايتين. وذلك أنَّ اليزيديُّ روى عنه أنه لم يكن يدغم الحاء في العين إِلَّا في قوله تعالى: "فَمن زُحْزِح عَّنِ النّارِ". وروَى عنه أنه قال: مِن العرب مَن يُدغِم الحاء في العين, كقوله تعالى: "فمَن زُحزِح عَّنِ النَّارِ". قال: وكان أبو عمرو لا يرى ذلك. والصحيح أنَّ إِدغام الحاء في العين لم يثبت. وإن جاء من ذلك ما يوهم أنه إدغام فإنَّما يُحمل على الإخفاء.
ومن ذلك قراءة أبي عمرو: "ولا تَنقُضُوا الأيمانَ بَعْد تَّوكِيدِها"[4] بإدغام الدال في التاء، فينبغي أن يُحمل ذلك أيضًا على الإخفاء.
وعلى ذلك أيضًا ينبغي أن تُحمل قراءته: "مِن بَعْد ضَّرَّاءَ مَسَّتْهُ"[5] و"مِن بَعْد ضَّعفٍ"[6] و"المَهْد صَّبيًّا"[7]، على أنه أخفى[8] حركة الدال في جميع ذلك ولم يُدغِم.
ومثل ذلك أيضًا قراءته: "شَهْر رَّمَضانَ"[9] و"عَتَوا عَن أَمْر رَّبِّهِم"[10] و"ذِكْر رَّحْمَةِ"[11] و"البَحْر رَّهْوًا"[12]، أَخفى[13] حركة الراء الأولى في جميع ذلك ولم يُدغِم.
ومن ذلك ما رُوي عن يعقوب الحضرميِّ من إدغام الراء[14] في اللام[15]. وكذلك أيضًا [1] الآيتان 3، 4 من سورة المعارج. [2] الكتاب 2: 414. [3] الآية 185 من سورة آل عمران. [4] الآية 91 من سورة النحل. [5] الآية 50 من سورة فصلت. [6] الآية 54 من سورة الروم. [7] الآية 29 من سورة مريم. [8] في النسختين: إخفاء. [9] الآية 158 من سورة البقرة. [10] الآية 77 من سورة الأعراف. [11] الآية 2 من سورة مريم. [12] الآية 24 من سورة الدخان. [13] م: خفى. [14] علق عليه في حاشية ف بنص اخترم بعضه. [15] بعده في ف: "في جميع ذلك". وصوابه: "وكذلك" كما في م. ويعقوب الحضرمي هو أحد القراء العشرة وإمام أهل البصرة ومقرئها، توفي سنة 205. غاية النهاية 2: 386.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 457