اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 246
من السرور لأنَّ صاحبها يُسَرُّ بها، أو من السِّرِّ لأنَّ صاحبها يُسِرُّ أمرها عن حُرَّتِه[1] وربَّة منزله. ومن جعل سُرِّيَّة "فُعيِّلة"[2] من سَراة الشيء –وهو أعلاه- كانت اللام من "تَسَرَّيتُ" واوًا أُبدلت ياء، لوقوعها خامسة؛ لأنَّ السَّراة[3] من الواو بدليل قولهم في جمعه: سَرَوات. قال4:
وأَصبَحَ مُبيَضُّ الصَّقِيعِ كأنَّهُ ... علَى سَرَواتِ البَيتِ,[5] قُطنٌ مُنَدَّفُ
والذي ينبغي أن يُحمل عليه سُرِّيَّة أنه "فُعلِيَّةٌ" من السِّرِّ، أو من السُّرور. فقد دفع أبو الحسن اشتقاقَها من سَراة الشيء -وهو أعلاه- بأن قال: إنَّ الموضع الذي تُؤتَى[6] منه المرأة ليس أَعلاها وسَراتها. وهذا الدفع صحيح، واشتقاقه من السِّرِّ أو السرور واضح, فلذلك كان أَولى.
فهذا جميع ما أُبدلت فيه الياء من الراء.
وأُبدلت من النون على اللزوم[7]، في دِينار. أصلُهُ "دِنّارٌ" فأُبدلت الياء من النون الأُولى هروبًا من ثِقل التضعيف، بدليل قولهم: دنَانيرُ في الجميع[8] ودُنَِنيرٌ في التحقير.
وأُبدلت أيضًا من نُون إنسان الأُولى[9]، على غير اللزوم[10]، فقالوا: إِيسانٌ[11]. قال عامر بن جُؤين12:
فيا لَيتَني, مِن بَعدِ ما طافَ أَهلُها ... هَلَكتُ, ولَم أَسمَعْ بِها صَوتَ إِيسانِ [1] م: حرمته. [2] ف: فعليّة. [3] م: السرواة.
4 الفرزدق. ديوانه ص559. [5] كذا، والمشهور: "النّيبِ". والنيب: جمع ناب، وهي الناقة المسنة. [6] ف: يؤتى. [7] شرح الشافية 3: 211 والكتاب 2: 313. [8] م: في الجمع دنانير. [9] ف: الأول. [10] م: على غير لزوم. [11] وهذه لغة طيئ. انظر الإبدال 2: 461 واللسان "أنس".
12 م: "عامر بن جوي". والبيت في سر الصناعة ص757 والمحتسب 2: 203 والمقرب 2: 171 واللسان "أنس" والتاج "أيس".
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 246