اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 216
فأبدلت ألفًا كما فُعل ذلك بـ"كاس"، فصار "يُقدَرَامْ", فاجتمعت الألف مع الميم الساكنة، فأبدلت همزة مفتوحة فرارًا من اجتماع الساكنين. وقد تَقَدَّمَ في "الضرائر"[1] أنه ممّا حُذف[2] منه النون الخفيفة، نحو قول الآخر3:
اضرِبَ عَنكَ الهُمُومَ, طارِقَها ... ضَرْبَكَ بالسَّوطِ قَونَسَ الفَرَسِ
وأُبدلت أيضًا من الألف، وإنْ لم يكن بعدها ساكن. وذلك قليل جدًّا لا يُقاس لقلَّته في الكلام ولا في الضرورة. فقد رُوِيَ أنَّ العجَّاج يَهمِزُ "العالَم" والخاتَم"[4]. قال:
يا دارَ سَلمَى, يا اسلَمِي, ثُمَّ اسلَمِي
ثمَّ قال5:
فَخِندِفٌ[6] هامةُ هذا العأْلَمِ
وحُكِي عن بعضهم: تأْبَلتُ القِدرَ، إذا جعلتَ فيها التَّابَلَ[7].
وتكون الهمزة ساكنةً. إِلَّا أن تكون الألفُ في النِّيَّة متحرِّكةً فإنَّ الهمزة إذ ذاك تكون متحرِّكةَ بالحركة التي للألف في الأصل. فمن ذلك ما حكاه بعضهم مِن قولهم: قَوقأَتِ الدَّجاجةُ، وحَلَّأْتُ[8] السَّويقَ، ورثَأَتِ المرأةُ زَوجَها، ولَبَّأَ الرَّجلُ بالحجِّ. ومنه قول ابن كَثْوة9:
ولَّى نَعامُ بَنِي صَفوانَ, زَوزَأَةً ... لَمَّا رأَى أَسَدًا, في الغابِ, قَد وثَبَا
ومنه ما أَنشده الفرَّاء، من قول الآخر10: [1] يريد كتابه الموسوم بالضرائر. انظر ص112 منه. [2] م. "متى حذفت". ويريد ابن عصفور أن الرجز المذكور حمله في كتاب الضرائر على حذف النون.
3 ينسب إلى طرفة، وقيل إنه مصنوع عليه. ديوان طرفة ص195 والنوادر ص13 وسر الصناعة1: 93 واللسان والتاج "قنس". وقونس الفرس: عظم ناتئ بين أذنيه. واضربَ أي: اضربَنْ. والطارق: الآتي ليلًا. [4] م: "العألم والجأر". وانظر سر الصناعة 1: 102 وشرح الشافية 3: 204 وشرح شواهده ص428.
5 ديوان العجاج ص58-60 وشرح الشافية 3: 205 وشرح شواهدها ص428 وسر الصناعة 1: 101. وذكر ابن عصفور في "الضرائر" أن العجاج همز الألف هنا ضرورة، ليجنب البيت السناد. انظر ص223 منه. [6] في النسختين: وخندف. [7] التابل: أبزار الطعام. وقد تهمز. الخصائص 2: 145 وسر الصناعة 1: 102. [8] الخصائص 3: 146. قلت: التمثيل بقولهم "حلأْتُ" سهو؛ لأنَّ الهمزة فيه ساكنة لا متحركة.
9 في النسختين: "قول كثير". والتصويب من الخصائص وسر الصناعة. والشاعر هو زيد بن كثوة. الخصائص 3: 145 وسر الصناعة 1: 102 والحيوان 6: 116 والضرائر ص221 والمقرب 2: 160 والمحتسب 1: 310 والصحاح واللسان والتاج "كثو" و"نعم" و"زوي". جعل أعداءه كالنعام. وهو إزاءهم كالأسد. والزوزأة من قولك: زوزى، إذا نصب ظهره وأسرع.
10 رؤبة. سر الصناعة 1: 102 وشرح الشافية 2: 250 و3: 204 وشرح شواهدها ص175-176. والدكاديك: مع دكداك. وهو الرمل المتلبد في الأرض. والبرق: جمع برقة. وهي غلظ فيه حجارة ورمل.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور الجزء : 1 صفحة : 216