responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 215
ومن ذلك قولُ الشاعر1:
وبَعدَ انتِهاضِ الشَّيبِ, مِن كُلِّ جانِبٍ ... علَى لِمَّتِي, حَتَّى اشْعأَلَّ بَهِيمُها
يريد "اشعالَّ" من قوله تعالى: {واشتَعلَ الرأسُ شَيبًا} [2]. وقال دُكين3:
راكِدةٌ مِخلاتُهُ, ومَحلَبُهْ ... وجُلُّهُ, حَتَّى أبيأَضَّ مَلبَبُهْ
يريد: ابياضَّ. وقال كُثيّر4:
ولِلأرضِ: أمَّا سُودُها فتَجَلَّلَتْ ... بَياضًا, وأمَّا بِيضُها فادهأَمَّتِ
يريد: فادهامَّت.
وقد كاد يتسع هذا عندهم[5]. إِلَّا أنه مع ذلك لم يكثر كثرة تُوجب القياس. قال أبو العبَّاس[6]: قلتُ لأبي عُثمانَ: أَتَقيسُ هذا النحوَ؟ قال: "لا، ولا أَقبلُه". بل ينقاس ذلك عندي، في ضرورة الشعر. ومن هذا القَبيل جَعَلَ ابنُ جنِّي[7] قولَ الراجز[8].
من أيِّ يَومَيِّ مِنَ المَوتِ أَفِرْ ... أيَومَ لم يُقدَرَ أم يَومَ قُدِرْ؟
وذلك[9] أنَّ الأصل "أيومَ لم يُقدَرْ أَم يَومَ"، فأُبدلت الهمزة ألفًا، وإن كان قبلها ساكن، على حدِّ قولهم في المَرْأة: "المَراة"، وفي مُتْأر: "مُتار"[10]. قال:
إِذا اجتَمَعُوا علَيَّ, وأَشقَذُونِي ... فصِرتُ كأنَّنِي فَرَأٌ, مُتارُ11
وذلك بأن أَلقَوا حركة الهمزة على الساكن، ولم يحذفوا الهمزة، بل جاءت ساكنة بعد الفتحة،

1 سر الصناعة 1: 83 والمقرب 3: 161 وشرح المفصل 9: 130 و10: 12 والضرائر ص 223 وشرح شواهد الشافية ص169 واللسان والتاج "شعل". والانتهاض: الانتشار. واللمة: شعر الرأس يجاوز شحمة الأذن. والبهيم: الأسود.
[2] الآية 4 من سورة مريم.
3 سر الصناعة 1: 83 والخصائص 3: 48 والمحتسب 1: 320 والضرائر ص222 والإبدال 2: 545 وسمط الآلي ص586-587. وفي النسختين: "رائدة مخلاته". والتصويب من المصادر المذكورة. والراكدة: الساكنة الدائمة. والمخلاة: ما يوضع فيه طعام الدابة. والمحلب: إناء الحليب. والملبب: موضع اللبة. والأصل: الملبّ بالإدغام. يصف إكرامه لفرسه.
4 ديوانه 2: 113 وسر الصناعة والخصائص وشرح شواهد الشافية. وادهامت: اشتد سوادها.
[5] في سر الصناعة وشرح شواهد الشافية: عنهم.
[6] هو المبرد. المنصف 1: 281.
[7] الخصائص 3: 94-65 وسر الصناعة 1: 85.
[8] النوادر ص13 والضرائر ص112 والمحتسب 2: 366 والخصائص 3: 94 وسر الصناعة 1: 85 والخزانة 4: 589 ووقعة صفين ص 395. ونسب في الأخير إلى الإمام علي برواية: أيومَ ما قُدّرَ.
[9] م: ومن ذلك.
[10] م: وفي مثأر مثار.
11 عامر بن كثير المحاربي. سر الصناعة 1: 87 والخصائص 2: 176 و3: 149 واللسان "تأر" و"تور" و"شقذ" وأشقذوني: طردوني. والفرأ: حمار الوحش. والمتار. المضروب بالعصا ليطرد.
اسم الکتاب : الممتع الكبير في التصريف المؤلف : ابن عصفور    الجزء : 1  صفحة : 215
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست