اسم الکتاب : اللمحة في شرح الملحة المؤلف : ابن الصائغ الجزء : 1 صفحة : 244
وتأتي بمعنى (عَنْ) ، كقول الشّاعر:
فَإِنْ تَسْأَلُونِي بِالنِّسَاءِ فَإِنَّنِي ... عَلِيمٌ[1] بِأَحْوَالِ النِّسَاءِ طَبِيْبُ2
وتأتي بمعنى (مِنْ) ، كقوله تعالى: {عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللهِ} [3]، قيل: تكون بمعنى (يشرب مِنها) ، وبمعنى (يشربُهَا) [4]؛ قال الهذليّ يذكُر السّحاب:
شَرِبْنَ بِمَاءِ[5] البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعَتْ ... مَتَى لُجَجٍ خُضْرٍ لَهُنَّ نَئِيْجُ6 [1] في ب: خبير.
2 هذا بيتٌ من الطّويل، وهو لِعَلْقَمَةَ بنِ عَبْدَةَ الفَحْل.
والشّاهد فيه: (بالنّساء) حيث جاءت (الباء) بمعنى (عن) ، أي: عن النِّساء.
يُنظر هذا البيت في: المفضّليّات 392، والأزهيّة 284، ورصف المباني 222، والجنى الدّاني 41، والهمع 4/161، والدّيوان 23. [3] من الآية: 6 من سورة الإنسان. [4] في ب: يشربهما. [5] في ب: شربن المزن.
6 في أ: بائح، وفي ب: نمأيج، وكلتاهما محرّفة؛ والصّواب ما هو مثبَت.
وهذا البيتُ من الطّويل، وهو لأبي ذؤيب الهذليّ يصف السّحاب.
و (ترفّعت) : تصاعدت وتباعدت. و (مَتَى) حرف جرّ بمعنى (من) وهي لغة هذيل. و (لجج) : جمع لُجَّة؛ وهي: معظم الماء. و (نئيج) : صوتٌ عال.
والمعنى: إنّ السّحب شربت من ماء البحر، وأخذت ماءها من لججه الخضر الغزيرة، ولها في تلك الحالة صوتٌ عال، ثمّ تباعدت عنه.
والشّاهد فيه: (بماء البحر) حيث جاءت (الباء) بمعنى (من) ، أي: شَرِبْنَ من ماء البحر.
يُنظر هذا البيت في: ديوان الهذليّين 1/51، ورواية البيت كما في الدّيوان:
تَرَوَّتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ ثُمَّ تَنَصَّبَتْ ... عَلَى حَبَشِيَّاتٍ لَهُنَّ نَئِيجُ
ومعاني القرآن للفرّاء 3/215، وتأويل مشكل القرآن 575، والخصائص 2/85، والأزهيّة 284، وأمالي ابن الشّجريّ 2/613، وعمدة شرح الحافظ 1/268، ورصف المباني 228، والجنى الدّاني 43، والمغني 142، والهمع 4/159.
اسم الکتاب : اللمحة في شرح الملحة المؤلف : ابن الصائغ الجزء : 1 صفحة : 244