عناصر البردة
1- قصيدة البردة من القصائد الطوال، وأغلب الظن عندي أن البوصيري استأنس عند نظمها بميمية (ابن الفارض) . ودليل ذلك تشابه المطلعين، فإن مطلع قصيدة ابن الفارض [1] :
هل نار ليلى بدت ليلا بذي سلم ... أم بارق لاح في الزّوراء فالعلم
أرواح نعمان هلّا نسمة سحرا ... وماء وجرة هلّا نهلة بفم
ومطلع قصيدة البوصيري:
أمن تذكّر جيران بذي سلم ... مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
أم هبّت الرّيح من تلقاء كاظمة ... وأومض البرق في الظّلماء من إضم
فذو سلم، وهبوب الريح، وإيماض البرق: مما اشترك فيه الشاعران مع وحدة الوزن والقافية، يضاف إلى ذلك أن ابن الفارض قال:
يا لائما لامني في حبّهم سفها ... كفّ الملام فلو أحببت لم تلم
فتابعه البوصيري فقال:
يا لائمي في الهوى العذري معذرة ... مني إليك ولو أنصفت لم تلم
كما تابع شوقي البوصيري حين قال:
يا لائمي في هواه والهوى قدر ... لو مسك الشوق لم تعذل ولم تلم [1] المدائح النبوية ص 183.