responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 218
وقول الآخر 1:
إني وإن كنت صغيرًا[2] سني ... وكان في العين نبوٌ عني
فإن شيطاني أمير الجن ... يذهب بي في الشعر كل فن
حتى يزيل عني التظني
فإذا رأيت العرب قد أصلحوا ألفاظها وحسنوها وحموا حواشيها وهذبوها وصقلوا غروبها[3] وأرهفوها فلا ترين أن العناية إذ ذاك إنما هي بالألفاظ بل هي عندنا خدمة منهم للمعاني وتنويه "بها"[4] وتشريف منها. ونظير ذلك إصلاح الوعاء وتحصينه وتزكيته[5]، وتقديسه وإنما المبغي[6] بذلك منه[7] الاحتياط للموعى عليه[8] وجواره بما يعطر بشره[9] ولا[10] يعر جوهره كما قد نجد من المعاني الفاخرة السامية ما يهجنه[11] ويغض منه كدرة[12] لفظه وسوء العبارة عنه.
فإن قلت: فإنا نجد من ألفاظهم ما قد نمقوه وزخرفوه ووشوه ودبجوه ولسنا نجد مع ذلك تحته معنى شريفًا بل لا نجد قصدًا[13] ولا مقاربًا؛ ألا ترى إلى قوله 14:

1 هو مالك بن أمية كما في الوحشيات، ووردت الأشطار الثلاثة الأول في الحيوان 1/ 200 غير معزوة.
[2] كذا في أ، ب، ش. وفي ج: "صغير السن". وفي الوحشيات: "حديث السن".
[3] هو استعارة من غروب الأسنان؛ أي أطرافها، واحدها غرب بفتح الأول وسكون الثاني.
[4] كذا في ش، ب. وسقط هذا في أ.
[5] كذا في أ. وفي ب: "توكينه". وفي ش: "تكوينه".
[6] كذا في أ، ب، ش. وفي ج: "المعنى".
[7] كذا في ش، ب. وفي أ: "ومنه".
[8] ثبتت هذه الصلة في أ، ب، ش. وسقطت في ج، وهذا أجود. والموعى -بضم الميم وفتح العين- أو الموعي ما وضع في الوعاء. يقال: أوعيت الشيء ووعيته. وكأنه ضمن الموعى معنى المحافظ فعداه بعلى.
[9] كذا في أ. والبشر: ظاهر الجلد. وفي غيرها: "نشره" والنشر -بفتح النون وسكون الشين -الرائحة الطيبة.
[10] كذا في أ. وفي ش، ب: "فلا". ويعر: "يعيب".
[11] كذا في ش، ب. وفي أ: "تهجنه".
[12] تنازعه في العمل يهجيه ويغض.
[13] القصد: الوسط. والمقارب: غير الجيد.
14 جاء هذان البيتان في أسرار البلاغة مع ثالث بينهما ص16، وفي الوساطة 8، ونسبا فيها ليزيد بن الطثرية، والبيتان نسبا في معاهد التنصيص إلى كثير عزة، وانظر ص29 من هذا الجزء.
اسم الکتاب : الخصائص المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 218
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست