responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 955
وَالرَّابِع: الْهِدَايَة فِي الْآخِرَة إِلَى الْجنَّة.
وَإِلَى الأول أَشَارَ بقوله: {وَإنَّك لتهدي إِلَى صِرَاط مُسْتَقِيم} .
وَإِلَى سَائِر الهدايات أَشَارَ بقوله: {إِنَّك لَا تهدي من أَحْبَبْت} نعم إِلَّا أَن الْمَنْفِيّ هَهُنَا هِيَ الدّلَالَة حَقِيقَة على حد قَوْله: {وَمَا رميت إِذْ رميت وَلَكِن الله رمى} ، أَو بِلَا وَاسِطَة على أَن يكون المُرَاد ب (مَن) جَمِيع الْأمة وَإِن ثَبت نُزُولهَا فِي أبي طَالب إِذْ الْعبْرَة عندنَا بِعُمُوم اللَّفْظ لَا بِخُصُوص السَّبَب.
وكل هِدَايَة ذكر الله تَعَالَى أَنه منع الظَّالِمين والكافرين مِنْهَا فَهِيَ الْهِدَايَة الثَّالِثَة الَّتِي هِيَ التَّوْفِيق الَّذِي يخْتَص بالمهتدين، وَالرَّابِعَة الَّتِي هِيَ الثَّوَاب فِي الْآخِرَة وَإِدْخَال الْجنَّة.
وكل هِدَايَة نفاها عَن النَّبِي والبشر وَذكر أَنهم غير قَادِرين عَلَيْهَا فَهِيَ مَا عدا الْمُخْتَص بِهِ من الدُّعَاء وتعريف الطَّرِيق، وَكَذَلِكَ إِعْطَاء الْعقل والتوفيق وَإِدْخَال الْجنَّة.
ثمَّ إِن هِدَايَة الله مَعَ تنوعها على أَنْوَاع لَا تكَاد تَنْحَصِر فِي أَجنَاس مترتبة: مِنْهَا أَنْفُسية كإضافة القوى الطبيعية والحيوانية والقوى المدركة والمشاعر الظَّاهِرَة والباطنة، وَمِنْهَا آفاقية فإمَّا تكوينية معربة عَن الْحق بِلِسَان الْحَال وَهِي نصب
الْأَدِلَّة المودعة فِي كل فَرد من أَفْرَاد الْعَالم، وَإِمَّا تنزيلية مفصحة عَن تفاصيل الْأَحْكَام النظرية والعملية بِلِسَان الْمقَال بإرسال الرُّسُل وإنزال الْكتب، وَمِنْهَا الْهِدَايَة الْخَاصَّة وَهِي كشف الْأَسْرَار على قلب الْمهْدي بِالْوَحْي والإلهام.
[وَقَوله تَعَالَى: {ربُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْء خَلْقَه ثُم هَدى} للحيوانات. وَقَوله: {وهديناه النجدين} للعقلاء. وَقَوله: {وجعلناهم أَئِمَّة يهْدُونَ بأمرنا} للخواص؛ وَقَوله: {أُولَئِكَ الَّذين هدى الله فبهداهم اقتده} للأخص] .
(وَالْهدى يُطلق على التَّوْحِيد وَالتَّقْدِيس، وَيُطلق على مَا لَا يعرف إِلَّا بِلِسَان الْأَنْبِيَاء من الْفِعْل وَالتّرْك، ثمَّ إِنَّه يُطلق على الْكل وَيُطلق على الْجُزْء) .
الهيولى: هُوَ جَوْهَر بسيط لَا يتم وجوده بِالْفِعْلِ دون وجود مَا حل فِيهِ. وَعَن ابْن القطاع: اليهولى الْقطن. وَشبه الْأَوَائِل طِينَة الْعَالم بِهِ. وَهُوَ فِي اصطلاحهم مَوْصُوف بِمَا وصف أهل تَوْحِيد الله بِأَنَّهُ مَوْجُود بِلَا كمية وَلَا كَيْفيَّة وَلم يقْتَرن بِهِ شَيْء من سمات الْحُدُوث ثمَّ حلت بِهِ الصّفة واعترضت بِهِ الْأَعْرَاض فَحدث مِنْهُ الْعَالم.
قَالَ بَعضهم: الهيولى مَعْدُوم بالعَرض مَوْجُودا

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 955
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست