responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 956
بِالذَّاتِ. والمعدوم مَعْدُوم بِالذَّاتِ مَوْجُود بالعرَض إِذْ يكون وجوده فِي الْعقل على الْوَجْه الَّذِي يُقَال إِنَّه مُتَصَوّر فِي الْعقل، والهيولى مَحل لجوهر، والموضوع مَحل لعرض مَا لصورة.
وهيولى الصَّانِع وَيُسمى الطبيعة هِيَ العناصر الْأَرْبَعَة.
وهيولى الْكل هِيَ الْجِسْم الْمُطلق الَّذِي يحصل مِنْهُ جملَة الْعَالم الجسماني، أَعنِي الأفلاك وَالْكَوَاكِب والأركان الْأَرْبَعَة والمواليد الثَّلَاثَة.
[والهيولى الأولى يَسْتَحِيل خلوها عَن الصُّور كلهَا إِلَّا أَنَّهَا فِي حد ذَاتهَا خَالِيَة عَنْهَا، أَي لَيست مأخذوة مَعَ شَيْء مِنْهَا، والهيولى الثَّانِيَة كالجسم الْمُطلق للوسائط والعنصر للمواليد وَلَيْسَت خَالِيَة عَن الصُّور كلهَا] .
وَاخْتلف الْقَوْم فِي اليهولى الأولى وَهُوَ الْجَوْهَر الْبَسِيط الَّذِي لَا يتم وجوده بِالْفِعْلِ بِدُونِ وجود مَا حل فِيهِ، فَذهب المتكلمون وَطَائِفَة من الْحُكَمَاء الْمُتَقَدِّمين كأفلاطون إِلَى أَنَّهَا غير متحققة بل الْجِسْم إِمَّا مركب من الْجُزْء كَمَا هُوَ مَذْهَب المليين أَو نفس الامتداد الْآخِذ فِي الْجِهَات كَمَا هُوَ مَذْهَب القدماء. وَقَالَ جُمْهُور الفلاسفة: إِنَّهَا متحققة، وَالْغَرَض من إِثْبَات الهيولى نفي الِاخْتِيَار عَن الْبَارِي تَعَالَى، إِذْ لَو ثَبت الهيولى لَا بُد أَن تكون قديمَة (وَهِي لَا تنفك عَن الصُّورَة الجسمية الَّتِي هِيَ عِلّة لوُجُود الهيولى فَلَا بُد أَن تكون الصُّورَة قديمَة) فَيلْزم قدم الصُّورَة النوعية للأجسام بالنوع فَيلْزم قدم أصُول الْعَالم من هَذِه الْأُصُول، وَتُؤَدِّي هَذِه الْأُصُول إِلَى كَون الْوَاجِب مُوجبا
بِالذَّاتِ، وَيُؤَدِّي هَذَا إِلَى نفي حشر الأجساد، وَكثير من أصُول الهندسة مثل إِثْبَات الْكمّ الْمُتَّصِل المتوقف على وجود الهيولى الْمَبْنِيّ عَلَيْهَا دوَام حَرَكَة السَّمَوَات، وَيلْزم قدم السَّمَاوَات والعناصر، وَيلْزم قدم أصُول حركات السَّمَوَات وَامْتِنَاع الْخرق والالتئام.
الْهمزَة: هِيَ أصل أدوات الِاسْتِفْهَام ترد لطلب التَّصَوُّر تَارَة والتصديق أُخْرَى.
و (هَل) هِيَ للتصديق خَاصَّة، وَسَائِر الأدوات للتصور خَاصَّة.
وتتقدم الْهمزَة على العاطف تَنْبِيها على أصالتها فِي التصدير، وَسَائِر أخواتها تتأخر عَنهُ كَمَا هُوَ قِيَاس جَمِيع أَجزَاء الْجُمْلَة المعطوفة.
وَالتَّصَرُّف فِي الْهمزَة بِاعْتِبَار اسْتِعْمَالهَا فِي مَوَاضِع استعمالاتها أَكثر من التَّصَرُّف فِي (هَل) .
والهمزة الْمَقْصُودَة لَا تكون إِلَّا لنداء الْقَرِيب، وَمَا عدا ذَلِك من الْحُرُوف يكون لنداء الْقَرِيب والبعيد.
والهمزة قد تكون لإنكار الْوُقُوع كَمَا فِي قَوْلك: (أضَرَب أبي؟) .
وَقد تكون لإنكار الْوَاقِع كَمَا فِي قَوْلك: (أتضرب إباك؟) .
وَتدْخل على (ثمَّ) وَالْفَاء وَالْوَاو من الْحُرُوف العاطفة بِخِلَاف (هَل) لكَونهَا فرع الْهمزَة.
وَقد تدخل همزَة الِاسْتِفْهَام على همزَة الْوَصْل فرقا بَين الِاسْتِفْهَام وَالْخَبَر فتمد كَقَوْلِه تَعَالَى: {آلذكرين حرم} .
وَتدْخل على الْإِثْبَات نَحْو: (أكَانَ للناسِ

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 956
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست