responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 720
الْقُرْآن: ذهب بعض النَّاس إِلَى أَن الْقُرْآن هُوَ اسْم علم غير مُشْتَقّ خَاص بِكَلَام الله، فَهُوَ غير مَهْمُوز، وَبِه قَرَأَ ابْن كثير، وَهُوَ مَرْوِيّ عَن الشَّافِعِي أخرج الْبَيْهَقِيّ والخطيب وَغَيرهمَا عَنهُ أَنه كَانَ يهمز (قراآت) وَلَا يهمز (الْقُرْآن) وَيَقُول: إِنَّه اسْم وَلَيْسَ بمهموز
وَذهب قوم مِنْهُم الْأَشْعَرِيّ أَنه مُشْتَقّ من (قرنت الشَّيْء بالشَّيْء) إِذا ضممت أَحدهمَا إِلَى الآخر، وَالصَّحِيح أَن ترك الْهمزَة من بَاب التَّخْفِيف
وَقَالَ بعض الْفُضَلَاء: الْقُرْآن فِي الأَصْل مصدر (قَرَأت الشَّيْء قُرْآنًا) بِمَعْنى جمعته، أَو قَرَأت الْكتاب قِرَاءَة أَو قُرْآنًا بِمَعْنى تلوته ثمَّ نَقله الْعرف إِلَى الْمَجْمُوع الْمَخْصُوص والمتلو الْمَخْصُوص: وَهُوَ كتاب الله الْمنزل على مُحَمَّد، وَنَقله أهل الْأُصُول إِلَى الْقدر الْمُشْتَرك بَين الْكل والجزء ثمَّ نَقله أهل الْكَلَام إِلَى مَدْلُول المقروء، وَهُوَ الْكَلَام الأزلي الْقَائِم بِذَاتِهِ الْمنَافِي للسكوت والآفة
وَقَالَ بَعضهم: الْقُرْآن لُغَة: اسْم لكل مقروء إِذا نكر
وَشرعا: اسْم لهَذَا الْمنزل الْعَرَبِيّ إِذا عرف بِاللَّامِ
فعلى هَذَا يُطلق على كل آيَة وَلَو قصرت
وَعرفا: اسْم لهَذَا الْمنزل الْعَرَبِيّ المعجز، فَلَا يُطلق إِلَّا على سُورَة أَو آيَة مثلهَا
وَفِي " التَّلْوِيح " هُوَ فِي الْعرف الْعَام: اسْم لهَذَا الْمَجْمُوع عِنْد الْأُصُولِيَّة، وضع تَارَة للمجموع، وَتارَة لما يعم الْكل وَالْبَعْض، فَيكون الْقُرْآن حَقِيقَة فيهمَا بِاعْتِبَار وضع وَاحِد
وَالْقُرْآن شَائِع الِاسْتِعْمَال فِي اللَّفْظ، وَكَلَام الله تَعَالَى حَقِيقَة فِي الْمَعْنى النَّفْسِيّ، ومجاز فِي اللَّفْظ الدَّال عَلَيْهِ
[وَقَالَ بَعضهم: الْقُرْآن علم للْكتاب، وَهُوَ مَعَ انطلاقه على الْمَعْنى الْقَائِم بِالذَّاتِ أشهر من الْكتاب، فَيجوز تَفْسِيره بِهِ، وَلكنه بِمَنْزِلَة الْعلم الْمُشْتَرك فَيصح تَقْيِيده لإِزَالَة الِاشْتِرَاك أَو لإِزَالَة وهم الْمجَاز عَنهُ]
وَاخْتلف فِي لفظ الْقُرْآن قَالَ قوم: إِنَّه تَعَالَى خلقه فِي اللَّوْح لقَوْله تَعَالَى: {بل هُوَ قُرْآن مجيد فِي لوح مَحْفُوظ}
وَقَالَ قوم آخر: إِنَّه لفظ جِبْرِيل لقَوْله تَعَالَى: {إِنَّه لقَوْل رَسُول كريم}
وَقوم آخر: إِنَّه لفظ النَّبِي عَلَيْهِ السَّلَام لقَوْله تَعَالَى {نزل بِهِ الرّوح الْأمين على قَلْبك}
[وَلَيْسَ معنى كَونه منزلا أَنه منتقل من مَكَان إِلَى مَكَان بل مَعْنَاهُ أَنه مَا فهمه سيدنَا جِبْرِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام من كَلَامه تَعَالَى عِنْد سِدْرَة الْمُنْتَهى ينزل بتفهيمه للأنبياء عَلَيْهِم الصَّلَاة وَالسَّلَام إِلَى بسيط الغبراء فَيكون اللَّفْظ لفظ النَّبِي عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَالْأول مِنْهَا أقرب إِلَى الْكَمَال وَالْعَظَمَة وَأولى بِكَلَام الله وَكَونه معجزا]

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 720
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست