responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 719
والمفكرة والحافظة وَسَائِر القوى الْعَقْلِيَّة فَمن رأى كَأَن أسدا قد تخطى إِلَيْهِ وتمطى ليفترسه، فالقوة المفكرة تدْرك مَاهِيَّة سبع، والذاكرة تدْرك افتراسه وبطشه والحافظة تدْرك حركاته وهيآته، والمخيلة هِيَ الَّتِي رَأَتْ ذَلِك جَمِيعه وتخيلته وَالْقُوَّة الْعَقْلِيَّة بِاعْتِبَار إدراكاتها للكليات تسمى الْقُوَّة النظرية وَبِاعْتِبَار استنباطها للصناعات الفكرية من أدلتها بِالرَّأْيِ تسمى الْقُوَّة العملية
وَالْقُوَّة القدسية: وَهِي الَّتِي تتجلى فِيهَا لوائح الْغَيْب وأسرار الملكوت مُخْتَصَّة بالأنبياء والأولياء وَقد تنْسب إِلَى الْملك وَتسَمى الْقُوَّة الملكية، وَهِي ملكة الِاتِّصَال بالحضرات القدسية
وَهِي مَوَاطِن المجردات القاهرات وَيَنْبَغِي أَن تسْتَعْمل هَذِه فِي الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام
وَالْقُوَّة النظرية: غايتها معرفَة الْحَقَائِق كَمَا هِيَ عَلَيْهِ بِقدر الطَّاقَة البشرية
وَالْقُوَّة العلمية: كمالها الْقيام بالأمور على مَا يَنْبَغِي تحصيلا لسعادة الدَّاريْنِ
والقوى الْحَالة فِي الْبدن: كالنامية والهاضمة والدافعة وَغَيرهَا
وَالْقُوَّة الواهمة: حَالَة فِي الدِّمَاغ
وَالْقُوَّة الغضبية: فِي يَمِين الْقلب، والشهوية فِي يسَاره
وَقَوي النَّفس الحيوانية تسمى قوى نفسانية ومسكنها ومصدر أفعالها الدِّمَاغ 0 والتخيل مَوْضِعه البطنان المقدمان من بطُون الدِّمَاغ والفكر مَوْضِعه الْبَطن الْأَوْسَط من بطونه وَالْحِفْظ مَوْضِعه الْمُؤخر من الْبُطُون وَقد تقرر فِي علمه أَن للدماغ فِي طوله ثَلَاثَة بطُون، وكل بطن فِي عرضه ذُو جرمين: فالبطن الأول يعين على الِاسْتِنْشَاق، وعَلى نفض الْفضل بالعطاس، وعَلى توزيع أَكثر الرّوح الحساس
والبطن الْمُؤخر مبدأ النخاع، وَمِنْه يتوزع أَكثر الرّوح المتحرك، وَهُنَاكَ أَفعَال الْقُوَّة الحافظة
والأوسط كدهليز بَينهمَا، وَبِه يتَأَدَّى الأمشاج المبددة وتولد هَذَا الرّوح النفساني الَّذِي يكون بِهِ هَذِه الْأَفْعَال الَّتِي ذَكرنَاهَا من الرّوح الحيواني الَّذِي يتَوَلَّد فِي الْقلب وَذَلِكَ أَن عرقين يصعدان إِلَى الدِّمَاغ من الْقلب، فَإِذا صَارا تَحت الدِّمَاغ انقسما أقساما كَثِيرَة تتشبك تِلْكَ الْأَقْسَام وَتصير كالشبكة، فَلَا يزَال الرّوح الحيواني يَدُور فِي ذَلِك التشبيك حَتَّى يرق ويلطف
وقوى النَّفس النباتية، تسمى قُوَّة طبيعية، وَالْقُوَّة الطبيعية لَهَا نَوْعَانِ: نوع غَايَته حفظ الشَّخْص وتدبيره، وَهُوَ الْمُتَصَرف فِي أَمر الْغذَاء ومسكنه، ومصدر أفعالها الكبد
وَنَوع غَايَته حفظ النَّوْع: وَهُوَ الْمُتَصَرف فِي أَمر التناسل ليفصل بَين أمشاج الْبدن جَوْهَر الْمَنِيّ، ثمَّ يصوره بِإِذن خالقه ومسكن هَذَا النَّوْع ومصدر أَفعاله الانثيان
وَالْقُوَّة الحيوانية: الَّتِي تدبر أَمر الرّوح الَّذِي هُوَ يركب الْحس وَالْحَرَكَة، ويهيئه لقبوله إِيَّاهَا
ومسكن هَذِه الْقُوَّة ومصدر أفعالها الْقلب هَذَا هُوَ مَذْهَب جالينوس وَكثير من الْأَطِبَّاء وَأما مَذْهَب أرسطاطاليس فَهُوَ أَن مبدأ جَمِيع الْقُوَّة الْقلب، كَمَا أَن مبدأ الْحس الدِّمَاغ، ثمَّ لكل حاسة عُضْو مُنْفَرد يظْهر فعله، وَهَذَا هُوَ التَّحْقِيق

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 719
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست