responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 633
التائب لَيْسَ على ظلمه
[ {وَالْعَافِينَ} : التاركين عُقُوبَة من اسْتحق مؤاخذته
والعافون: طالبوا الْمَعْرُوف]
الْعَكْس: هُوَ فِي اللُّغَة رد آخر الشَّيْء إِلَى أَوله وَمِنْه اصْطِلَاح أهل الْمِيزَان
وَفِي اصْطِلَاح أهل البديع: تَقْدِيم جُزْء من الْكَلَام على جُزْء آخر ثمَّ عَكسه نَحْو قَوْلهم: (عادات السادات سَادَات الْعَادَات) ، (كَلَام الْمُلُوك مُلُوك الْكَلَام) ، (لَا خير فِي السَّرف وَلَا سرف فِي الْخَيْر) وَفِي التَّنْزِيل: {يخرج الْحَيّ من الْمَيِّت وَيخرج الْمَيِّت من الْحَيّ}
وَالْعَكْس المستوي: هُوَ تَبْدِيل طرفِي الْقَضِيَّة مَعَ بَقَاء الصدْق والكيف والكم
وَعكس النقيض الْمُوَافق: هُوَ تَبْدِيل الطّرف الأول من الْقَضِيَّة بنقيض الثَّانِي مِنْهَا وَعَكسه مَعَ بَقَاء الصدْق والكيف أَي: السَّلب والإيجاب
وَعكس النقيض الْمُخَالف: هُوَ تَبْدِيل الطّرف الأول بنقيض الثَّانِي وَالثَّانِي بِعَين الأول مَعَ بَقَاء الصدْق دون الكيف
مِثَال الأول نَحْو: (كل إِنْسَان حَيَوَان) ، (كل مَا لَيْسَ بحيوان لَيْسَ بِإِنْسَان)
وَمِثَال الثَّانِي نَحْو: (كل إِنْسَان حَيَوَان) ، (لَا شي مِمَّا لَيْسَ بحيوان إِنْسَان)
والمستعمل فِي الْعُلُوم عكس النقيض الْمُوَافق لَا الْمُخَالف، وَالْعَكْس المستوي كعكس [قضيتين] نقيض إِحْدَاهمَا يُنَافِي الْأُخْرَى، فَإِن عكس نقيض كل مَعْلُوم يمْتَنع طلبه كل مَا يمْتَنع طلبه فَهُوَ لَيْسَ بِمَعْلُوم فينعكس إِلَى قَوْلنَا: بعض مَا لَيْسَ بِمَعْلُوم لَا يمْتَنع طلبه وَهُوَ تنَافِي الْأُخْرَى، أَي كل مَا لَيْسَ بِمَعْلُوم يمْتَنع طلبه
وَهَذَا جَوَاب عَن القَوْل بِأَن كل مَعْلُوم يمْتَنع طلبه لما فِيهِ من تَحْصِيل الْحَاصِل وكل مَا لَيْسَ بِمَعْلُوم يمْتَنع طلبه أَيْضا (لِأَن الذِّهْن لَا يتَوَجَّه إِلَيْهِ) ، وَالْجَوَاب الصَّحِيح هُوَ أَنه قد يطْلب مَاهِيَّة شَيْء تصور بِوَجْه مَا كَمَا طلب مَاهِيَّة ملك إِذا تصور بِأَنَّهُ وَاسِطَة بَين الله وَبَين النَّاس [كَمَا فِي " التَّعْدِيل "]
وكل قَضِيَّة يلْزمهَا الْعَكْس فعكسها تَحْويل طرفيها خَاصَّة من غير تَغْيِير كَيفَ وَكم إِلَّا الْمُوجبَة الْكُلية فَإِنَّهَا تنعكس مُوجبَة جزئية لأَنا لَو عكسناها مثل نَفسهَا لم تصدق فَتَقول فِي عكس: (كل إِنْسَان حَيَوَان) ، (بعض الْحَيَوَان إِنْسَان) فَلَو قلت: (كل حَيَوَان إِنْسَان) لم تصدق
والسالبة الْكُلية تنعكس صَادِقَة مثل نَفسهَا ك (لَا شَيْء من الْإِنْسَان بِحجر) ، و (لَا شَيْء من الْحجر بِإِنْسَان)
والموجبة الْجُزْئِيَّة تنعكس صَادِقَة مثل نَفسهَا أَيْضا ك (بعض الْحَيَوَان إِنْسَان) ، و (بعض الْإِنْسَان حَيَوَان)
والموجبة الْمُهْملَة كالجزئية الْمُوجبَة تنعكس مثل نَفسهَا ك (الْإِنْسَان كَاتب، وَالْكَاتِب إِنْسَان)
عِنْد: هُوَ لفظ مَوْضُوع للقرب. تَارَة يسْتَعْمل فِي الْمَكَان، وَتارَة فِي الِاعْتِقَاد تَقول: (عِنْدِي

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 633
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست