responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 631
الْكَذِب على الله (تَعَالَى عَن ذَلِك علوا كَبِيرا
وَفِي " الْكَشَّاف " كَيفَ {على الله رزقها} وَإِنَّمَا هُوَ متفضل قلت: هُوَ تفضل إِلَّا أَنه لما ضمن أَنه يتفضل بِهِ عَلَيْهِم رَجَعَ التفضل وَاجِبا كنذور الْعباد
فِي " الإتقان " (على) فِي نَحْو: {وتوكل على الْحَيّ الَّذِي لَا يَمُوت} بِمَعْنى الِاسْتِعَارَة وَفِي نَحْو: {كتب على نَفسه الرَّحْمَة} لتأكيد التفضل لَا الْإِيجَاب والاستحقاق
وَكَذَا فِي نَحْو: {إِن علينا حسابهم} لتأكيد المجازاة
و (على) فِي قَوْله تَعَالَى {أَيهمْ أَشد على الرَّحْمَن} للْبَيَان
وتفيد الْحَال يُقَال: (رَأَيْت الْأَمِير على أكله) أَي على صفة اشْتِغَاله بِالْأَكْلِ و (على) إِذا دخلت على مظهر أقرَّت ألفها تَقول: (على زيد ثوب)
وَإِذا دخلت على مُضْمر فَأَقل اللغتين إِقْرَار ألفها أَيْضا تَقول: (علاهُ ثوب) ، وَالْأَكْثَر أَن تقلب ألفها يَاء فَتَقول: (عَلَيْك) . وَقَوله تَعَالَى: {بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهِ الله} بِضَم الْهَاء، إِذْ أَصله (عليهو الله) أُبْقِي الضَّم بعد حذف الْوَاو ليدل عَلَيْهَا
الْعَظِيم: هُوَ عِنْد المشبهة من أَسمَاء الذَّات
وَعند أهل التَّوْحِيد من أَسمَاء الصِّفَات
والعظيم: نقيض الحقير كَمَا أَن الْكَبِير نقيض الصَّغِير
والعظيم فَوق الْكَبِير لِأَن الْعَظِيم لَا يكون حَقِيرًا لِكَوْنِهِمَا ضدان وَالْكَبِير قد يكون حَقِيرًا كَمَا أَن الصَّغِير قد يكون عَظِيما، اذ لَيْسَ كل مِنْهُمَا ضد الآخر
والعظيم يدل على الْقرب، والعلي يدل على الْبعد
وَإِذا اسْتعْمل الْعَظِيم فِي الْأَعْيَان فأصله أَن يُقَال فِي الْأَجْزَاء الْمُتَّصِلَة، كَمَا أَن الْكثير فِي الْأَجْزَاء الْمُنْفَصِلَة، ثمَّ يُقَال فِي الْمُنْفَصِلَة أَيْضا عَظِيم نَحْو: (جَيش عَظِيم) و (مَال عَظِيم) وَذَلِكَ فِي معنى (كثير)
وَقد يُطلق الْعَظِيم على المستعظم عقلا فِي الْخَيْر وَالشَّر مثل: {إِن الشّرك لظلم عَظِيم} ، {وَالله ذُو فضل عَظِيم}
وَفرق أَبُو حنيفَة بَين الْعَظِيم وَالْكثير بِأَن الْعظم فِي الذَّات وَالْكَثْرَة تنبئ عَن معنى الْعدَد فَفِي قَوْله: (لَهُ عَليّ مَال عَظِيم) فِي الدَّرَاهِم لَا يصدق فِي أقل من مِائَتي دِرْهَم، وَفِي الدَّنَانِير فِي أقل من عشْرين دِينَارا، وَفِي الْإِبِل فِي أقل من خمس وَعشْرين، وَفِي الكرباس لَا يصدق إِلَّا فِيمَا يبلغ قِيمَته نِصَابا، وَفِي دَرَاهِم كَثِيرَة لَا يصدق فِي أقل من عشرَة، لِأَن الْعشْرَة كثير من حَيْثُ الْعدَد، وَعِنْدَهُمَا لَا يصدق كَمَا فِي (مَال عَظِيم) وَفِي رِوَايَة عَن أبي حنيفَة فِي (مَال عَظِيم) من الدَّرَاهِم يجب عشرَة دَرَاهِم

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 631
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست