responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 630
و (عَلَيْك) وأخواتهما الَّتِي هِيَ من أَسمَاء الْأَفْعَال إِذا اسْتعْملت متعدية بِنَفسِهَا نَحْو: (عَلَيْهِ زيدا) ، و (عَلَيْك بكرا) يكون بِمَعْنى الْأَمر من اللُّزُوم
فَمَعْنَى الأول: ليلزم زيدا وَلَا يُفَارِقهُ
وَمعنى الثَّانِي: الزم بكرا وَلَا تُفَارِقهُ
وَإِذا اسْتعْملت متعدية بِالْبَاء كَقَوْلِه عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: (فَعَلَيهِ بِالصَّوْمِ) وَقَوْلنَا: (عَلَيْك بالعروة الوثقى) يكون الْمَعْنى الاستمساك
{وعَلى الله فَليَتَوَكَّل الْمُؤْمِنُونَ} : أَمر باستحداث التَّوَكُّل
{وعَلى الله فَليَتَوَكَّل المتوكلون} : أَمر بتثبيت المتوكلين على مَا أحدثوه من توكلهم
و {على الله توكلنا} : أَي لزمنا تَفْوِيض أمرنَا إِلَيْهِ وَكَذَا: (توكلت على الله)
وَاللَّفْظ قد يخرج بشهرته فِي الِاسْتِعْمَال فِي شَيْء عَن مُرَاعَاة أصل الْمَعْنى، فقد خرج لَفْظَة (على) فيهمَا عَن معنى الاستعلاء لاشتهار اسْتِعْمَاله بِمَعْنى لُزُوم التَّفْوِيض إِلَى الله تَعَالَى وعَلى هَذَا المنوال قَوْله: {كَانَ على رَبك حتما مقضيا} أَي كَانَ وَاجِب الْوُقُوع بِمُقْتَضى وعده الصَّادِق تَعَالَى عَن استعلاء شَيْء عَلَيْهِ، وَلَا يلْزم مِنْهُ الإلجاء إِلَى الإنجاز، فَإِن تعلق الْإِرَادَة بالموعود مقدم على الْوَعْد الْمُوجب للإنجاز
[وَفِي " شرح الْمُغنِي " قَوْله: {حقيق على أَن لَا أَقُول على الله إِلَّا الْحق} أَي: إِنِّي جدير بِأَمْر الرسَالَة أَن لَا أَقُول على الله إِلَّا الْحق هَذَا هُوَ الْمَذْكُور فِي كتب الْفِقْه، وَأما أَئِمَّة التَّفْسِير فَلم يذكرُوا معنى الشَّرْط فِيهِ فَقَالُوا: جدير بِأَن لَا أَقُول على الله إِلَّا الْحق، أَو ضمن (حقيق) معنى (حَرِيص) فاستقام على صلَة لَهُ، إِذْ هُوَ مُبَالغَة من سيدنَا مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام فِي وصف نَفسه بِالصّدقِ التَّام، فَإِنَّهُ رُوِيَ أَن سيدنَا مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام لما قَالَ: {إِنِّي رَسُول من رب الْعَالمين} قَالَ فِرْعَوْن: كذبت فَقَالَ سيدنَا مُوسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام: أَنا حقيق على قَول الْحق، أَي: وَاجِب على قَول الْحق أَن أكون قَائِله]
وَورد فِي بعض الْأَحَادِيث: " حق على الله تَعَالَى أَن يدْخل الْجنَّة " قيل: الْحق فِيهِ بِمَعْنى اللَّائِق، ورد بِأَنَّهُ يتَعَدَّى بِالْبَاء لَا بعلى
وَالْحق أَنه مجَاز إشعارا بِأَنَّهُ كالواجب عَلَيْهِ كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى: {وَمَا من دَابَّة فِي الأَرْض إِلَّا على الله رزقها} أَي: كالواجب عَلَيْهِ رزقها لَا حَقِيقَة حَتَّى لَو مَاتَت جوعا لَا يلْزمه اسْتِحْقَاق الذَّم
قَالَ صَاحب " الْمَقَاصِد ": " وَالْعجب أَنهم - يَعْنِي الْمُعْتَزلَة - يسمون كل مَا أخبر بِهِ الشَّارِع من أَفعاله وَاجِبا عَلَيْهِ مَعَ قيام الدَّلِيل على أَنه يَفْعَله الْبَتَّةَ " انْتهى فَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَن معنى الْوُجُوب هُوَ أَنه شَيْء أخبر بِهِ الشَّارِع فَلَا بُد أَن يَقع وَإِلَّا لزم

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 630
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست