responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 607
وعَلى سابقه نَحْو: {وَلَقَد أرسلنَا نوحًا وَإِبْرَاهِيم} وعَلى لَا حَقه نَحْو: {كَذَلِك يوحي إِلَيْك وَإِلَى الَّذين من قبلك} وَيجوز تَخْصِيص الْمَعْطُوف بِالْحَال حَيْثُ لَا لبس كَقَوْلِه تَعَالَى: {وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَاق وَيَعْقُوب نَافِلَة} فَإِن (نَافِلَة) حَال من الْمَعْطُوف فَقَط وَهُوَ يَعْقُوب إِذْ هُوَ ولد الْوَلَد لَا إِسْحَق
وَإِذا دخل حرف الْعَطف بَين الاسمين كَانَ الثَّانِي غير الأول، إِذْ الأَصْل الْمُغَايرَة واستقلال كل وَاحِد من الْمَعْطُوف والمعطوف عَلَيْهِ بِنَفسِهِ
وَإِن لم يدْخل بَينهمَا حرف الْعَطف كَانَ الثَّانِي تَابعا ومؤكد للْأولِ، والعطف على مَا يَلِيهِ أولى من الْعَطف على الأول والعاطف إِذا نظر إِلَى نَفسه ولوحظ أَن مَدْلُوله تشريك الثَّانِي للْأولِ فِي حكمه من غير دلَالَة لَهما على معية وترتيب فالعطف بِهَذَا الِاعْتِبَار يُفِيد الِاسْتِقْلَال، وَإِذا نظر إِلَيْهِ من حَيْثُ إِنَّه يَجْعَل تَابعا للْأولِ وَالْأول متبوعا فالعطف بِهَذَا الِاعْتِبَار يشْعر بِعَدَمِ الِاسْتِقْلَال، (فَإِن لوحظ فِي الْعَطف الْحَيْثِيَّة الثَّانِيَة فالترك يشْعر بالاستقلال والعطف يُنبئ عَن الْإِخْلَال بالاستقلال) ، وَإِن لوحظ فِيهِ الْحَيْثِيَّة الأولى فَترك الْعَطف يخل بالاستقلال، بل يُورث الْفساد لما فِيهِ من احْتِمَال الإضراب المخل بالتسوية والاستقلال، وَبِهَذَا يظْهر أَن ترك الْعَطف مثل نفس الْعَطف فِي الْإِشْعَار بالأمرين المتغايرين بِاعْتِبَار الحيثيتين المختلفتين، وَقد ينظر فِي الْجُمْلَة إِلَى جِهَة الْإِيضَاح والكشف فتفصل وَقد ينظر فِيهَا إِلَى جِهَة الِاسْتِقْلَال والمغايرة فتوصل نَحْو جملَة: {يذبحون أبناءكم} فَإِنَّهَا تَارَة فصلت عَن جملَة: {يسومونكم سوء الْعَذَاب} وَتارَة وصلت بهَا
وَقد يكون قطع الْجُمْلَة عَمَّا قبلهَا لكَونهَا بَيَانا لمفرد من مفرداتها نَحْو قَوْله تَعَالَى: {وَعَذَاب يَوْم كَبِير} ، {إِلَى الله مرجعكم} فصل {إِلَى الله مرجعكم} لِأَنَّهُ بَيَان ل {عَذَاب يَوْم كَبِير} [وَإِنَّمَا وسط العاطف فِي قَوْله تَعَالَى: {أُولَئِكَ على هدى من رَبهم وَأُولَئِكَ هم المفلحون} وَلم يتوسط فِي قَوْله: {أُولَئِكَ كالأنعام بل هم أضلّ أُولَئِكَ هم الغافلون} لِأَن مَفْهُوم الجملتين مُخْتَلف فِي الأولى، وَالْجُمْلَة الثَّانِيَة مقررة للأولى فِي الثَّانِيَة] وَمَا لَا ينعَت لَا يعْطف عَلَيْهِ عطف بَيَان، لِأَن عطف الْبَيَان فِي الجوامد بِمَنْزِلَة النَّعْت فِي المشتقات
وَعطف الْبَيَان لَا يكون إِلَّا بالمعارف، وَالصّفة تكون بالمعرفة والنكرة
والنعت قد يكون جملَة، وَعطف الْبَيَان لَيْسَ كَذَلِك
وَالصّفة تتحمل الضَّمِير، وَعطف الْبَيَان لَا

اسم الکتاب : الكليات المؤلف : الكفوي، أبو البقاء    الجزء : 1  صفحة : 607
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست