اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان الجزء : 1 صفحة : 245
ويمثل السهمان تشابك العلاقات، والتداعي بين العنصرين، فالعلاقة إنما تكون بين الفكرة والصورة الأصواتية، في حدود الكلمة، التي تعتبر مجالا مقفلا موجودا بنفسه، ولكن هنا ناحية تناقضية وهمية في المسألة، فإن الفكرة من ناحية تبدو مقابلة للصورة الأصواتية السمعية في العلامة، وهذه العلامة نفسها، من ناحية أخرى، مقابلة لبقية العلامات في اللغة، وإذا كانت اللغة منظمة مترابطة العناصر، التي تتوقف قيمة الواحد منها، على وجود العناصر الأخرى في نفس الوقت، كما يبدو في الشكل الآتي:
فكيف تكون العلامة، وهي بهذا التعريف، ممتزجة بالقصد، أو بعبارة أخرى بما يقابل الصورة السمعية؟
للإجابة على هذا السؤال، يقرر دي سوسور أولًا، أن كل القيم خارج اللغة، خاضعة لهذه القاعدة التناقضية الوهمية، فهي مركبة دائما مما يأتي:-
1- من شيء قابل للتغير مخالف لشيء آخر ثابت القيمة.
2- من أشياء متشابهة، يستطيع الإنسان أني يقارنها بأشياء أخرى مشتملة على قيمة.
وهذان العاملان ضروريان لوجود القيمة، وهكذا إذا أردنا أن نصرف قطعة من ذات الخمسة فرنكات، فيجب أن نعرف أولا أن الإنسان يستطع أن يغيرها بكمية محددة من شيء مختلف، كالخبز مثلا، وثانيا أن يقارنها بقيمة مماثلة من نفس
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان الجزء : 1 صفحة : 245