responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 244
وملخص رأي دي سوسور[1] في هذا أنه يرى كافيا في دراسة القيمة اللغوية، أن ندرس عنصرين هما: الصوت, والفكرة، وقد اتفق الفلاسفة، واللغويون على أن الإنسان لا يستطيع أن يفرق بين فكرتين تفريقا حقيقا، بلا علامات لغوية، أي كلمات، فالتفكير بلا كلمات عائم، وليس في الفكر ما يفرض شكلا معينا للرموز الصوتية، فهذه الرموز موضوعة وضعا اعتباطيا، وليست وظيفة اللغة في هذا أن تخلق وسطا صوتيا للتعبير عن الأفكار، ولكن أن تقوم بدور الوسيط بين الفكرة والصوت، في حالة تدعو كلا منهما إلى الآخر، والمعنى بهذا الاعتبار علاقة مبادلة بين الاسم والفكرة، تجعلهما يتداعيان، ويحول هذا التعريف المعنى من فكرة استكاتيكية إلى فكرة وظيفية ديناميكية.
حينما نتكلم عن قيمة الكلمة، نفكر قبل كل شيء في ما يجعلها تدل على فكرة، وهذه جهة من جهات القيمة على أي حال، ولكن ما الفرق بين هذه القيمة وبين القصد، وهل يصح أن تكون هاتان الكلمتان مترادفتين؟ إن دي سوسور لا يعتقد ذلك؛ فالقيمة من ناحيتها الفكرية عنصر من عناصر القصد بلا شك، ومع هذا، من الضروري أن توضح هذه المسألة، مع تحمل نتيجة جعل اللغة مجموعة أسماء لمسميات، دعنا نختبر قصدا كالذي يبدو في المثال الآتي"
فكلمة arbor اللاتينية، تدل على arbre = شجرة، وواضح أن هذه العلاقة التي تباركها اللغة، تبدو لنا مؤيدة بعنصر الواقع، فنطرح أي شيء آخر نستطيع تخيله، فالعلاقات اللغوية حقيقة نفسية ذات وجهين، يمكن أن نمثلهما كما يأتي.

[1] Cours, P. 155- 69.
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 244
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست