responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 243
المعنى الكلي لها، إنما هو وظيفة مركبة من القصد ونغمة الإحساس والفكرة، ولا يغيب على البال أنه، "حتى في علم الدلالة التاريخي التقليدي الذي نتكلم فيه الآن، يوجد حقل واسع للعمل في أساس منهج اجتماعي على حسب الماجريات، وإن دراسة كلمات مثل "الشغل"، "العمل"، و"التجارة أو المنهة"، "الوظيفة"، "الاحتلال"، "اللعب"، "الإجازة"، "الوقت"، "الساعات"، "الوسائل"، "احترام النفس"، بمشتقاتها ومركباتها جميعا في ظل الظروف ذات المغزى الاجتماعي، التي مرت في السنين العشرين الأخيرة، سيلقى ضواءًا قويا على هذه الناحية، وكذلك دراسة الكلمات التي تتعلق بالملابس، والمهن، والمطامح الخاصة بالنساء، أو لغة الإعلان، وخصوصا الإعلان بالخطابة عن الدواء العجيب، وإعلانات اللهو، والطعام والشراب، والحركات السياسية والدعاية[1].
والمعنى الاجتماعي هو الغرض الأسمى، الذي يسعى إليه علم الدلالة الوصفي.
وهذا المعنى هو الذي أطلقنا عليه في هذا البحث اسم المعنى الدلالي، وذلك لا يكون إلا في طور معين من أطوار اللغة، إن تحليل المعنى يتطلب أن ندخل في اعتبارنا عناصر أربعة.
تلك هي [1]- المتكلم، 2- السامع 3- الرمز، 4- المقصود. ولقد ذكرنا في كلامنا عن رأي السلوكيين من اللغويين في التفريق بين الكلام، واللغة أن بلومفيلد يتناول المتكلم والسامع بالتحليل، ويجعل الكلام بديلا من استجابة عضوية لمثير معين، وإذا كان بلومفيلد قد قصر -بحكم سلوكيته الميكانيكية- عن أن يتكلم في أمور عقلية نفسية خالصة، كالعلاقة بين الرمز والمقصود، فقد تكفل دي سوسور بالكلام عن هذه العلاقة وأفاض فيه، والواقع أن ما قاله بلومفيلد، وما قاله دي سوسور، ليس بينهما تعارض، بل هما نظريتان متكاملتان، يمكن أن تقفا جنبا إلى جنب، والذي يعتبر أكثر اتصالا بعلم الدلالة، هو نظرية دي سوسور عن الرمز "signifiant"، والمقصود "signifie ".

[1] Firth, Techinique of Semanties.
اسم الکتاب : مناهج البحث في اللغة المؤلف : تمام حسان    الجزء : 1  صفحة : 243
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست