اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 251
وقال امرؤ القيس:
وتعطو برخص غير شثن كأنه ... أساريع ظبي أو مساويك إسحل1
ومن هذا قيل لما يستصحب فيه الماء في الأسفار[2] إداوة، إنما هي فعالة من الأداة، لأنها تعين بما تتضمنه من الماء على السفر، وتقوى عليه، فهذا أحد وجهي آديته، وهو الأظهر الأعرف.
وفيه وجه آخر غامض، وهو أن أبا علي[3] أخبرني أن يعقوب حكى عنهم أنهم يقولون: قطع الله أديه، يريد يده[4]، قال: قال أبو علي: فالهمزة في أديه ليست بدلا من الياء، إنما هي لغة في الكلمة، بمنزلة يسروع وأسروع، ويلملم وألملم.
ونحو قول طرفة:
أرق العين خيال لم يقر ... طاف والركب بصحراء أسر5
ويروى: يسر.
1 الرخص: اللين. والششن: الغليظ الجافي.
الأساريع: جمع أسروع وهو دود أحمر، وقيل: أبيض يكون في وادي ظبي، وهو واد بتهامة.
والإسحل: شجر تتخذ منه المساويك لين مثل الأراك. ينبت بالحجاز بأعالي نجد، وقال أبو حنيفة: الإسحل يشبه الأثل ويغلظ حتى تتخذ منه الرحال. اللسان "3/ 1959".
الشرح: يصف الشاعر محبوبته وهي تتناول أشياءها فيصف أصابعها بالليونة والنعومة وكأنها من الأساريع أو مثل مساويك إسحل.
الشاهد: "تعطو برخص غير شثن".
إعراب الشاهد:
تعطو: مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة.
برخص: جار ومجرور.
غير: نعت مجرور. شثن: مضاف إليه. [2] الأسفار: الرحلات. مادة "سفر". اللسان "3/ 2024". [3] هو أبو علي الفارسي، نحوي مشهور. [4] جاء في لسان العرب قال: وقالوا: قطع الله أديه: يريدون يديه. مادة "أد ا" "1/ 49".
5 لم يقر: من القرار، أي الثبات، أو الوقار، وهو الرزانة.
أسر: موضع بالحزن قاله الأعلم. وقال ابن السكيت: موضع قريب من اليمامة.
محل الشاهد: أن "أسر" بالهمز، لغة في "يسر" بالياء، وبها روى الليث في بعض النسخ إعراب الشاهد: أسر: خبر مرفوع وعلامة رفعه الضمة.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 251