responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 250
ولقد أضاء لك الطرق وأنهجت ... سبل المسالك والهدى تعدي1
يقول: إبصارك الهدى يقويك على طريقك. ومعنى تعدى: أي تقوى.
وأقول أنا: إن تودي وتعدي ليس أحدهما مقلوبا عن صاحبه، بل كل واحد منهما أصل يقوم برأسه. ما تعدي فمن الأعداء، وأعديته أي أعنته، ولذلك تقول العامة[2] لسلطانها: أعدني على فلان، أي أعني عليه، ومنه العدو والعداوة، لأنها لا تكون إلا مع القوة والشدة، وأما آديته على فلان، أي قويته، فيحتمل عندي تأويلين: أحدهما: أنه أفعلته من الأداة، لأن الأداة يتقوى بها الصانع وغيره على عمله، وتكون لام آديته من هذا واوا، لقولهم في جمع أداة أدوات، فظهور اللام واوا في أدوات، يدل على أن لام آديت واو في الأصل، بمنزلة لام أعطيت وأغزيت، لأنهما من غزوت وعطوت، أي تناولت.
أنشد[3] أبو الحسن:
تحت بقرنيها برير أراكة ... وتعطو بظلفيها إذا الغصن طالها4

1 أنهجت: وضحت.
الشاهد في "تعدي" إذ أصله تؤدي، فأبدل الهمزة عينا.
إعراب الشاهد: تعدي: فعل مضارع مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة، والفاعل ضمير مستتر تقديره هي، والفعل والفاعل في محل رفع خبر.
[2] العامة: من الناس خلاف الخاصة، والجمع عوام. مادة "ع م م". اللسان "4/ 3112".
[3] لم نعثر على قائل هذا البيت.
4 البرير: ثمر الأراك عامة، أو أول ما يظهر من ثمره، وهو حلو، والأراك شجر تصنع من أعواده المساويك.
وتعطو: تتناول: الظلف: ظفر كل حيوان مجتر كالبقر والشاء. وطالها: فاقها في الطول. يصف الشاعر بقرة قد حاولت تناول غذائها فأخذت تقطع ثمار الأراك بقرنيها وتكسر أغصانها بأظلافها.
الشاهد في قوله: "تعطو".
إعراب الشاهد: تعطو: مضارع مرفوع وعلامة رفعه الضمة المقدرة.
بظلفيها: جار ومجرور. إذا: ظرف لما يستقبل مبني يفيد معنى الشرط.
الغصن: مبتدأ مرفوع. طالها: فعل ماض مبني، والفاعل مستتر.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني    الجزء : 1  صفحة : 250
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست