اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 249
قال: وسمع أبا الصقر ينشد:
أريني جوادا مات هزلا لأنني ... أرى ما ترى، أو بخيلا مخلدا1
قال: يريد: لعلني، وقالوا: رجل إنزهوا[2]، أخبرنا بذلك ابن مقسم، عن ثعلب، عن اللحياني، وقالوا أيضا: عنزهو، فجائز أن تكون العين بدلا من الهمزة، وجائز أن تكونا أصلين.
وقرأت على أبي علي، عن أبي بكر، عن بعض أصحاب يعقوب، عنه، قال: قال الأصمعي: يقال: آديته[3]، وأعديته على كذا وكذا، أي قويته وأعنته.
وذكر يعقوب هذه اللفظة في باب الإبدال.
وأنشد ليزيد بن خذاق4:
1 هزلا: ضعيفا نحيفا. مادة "هـ. ز. ل" اللسان "6/ 4663".
مخلدا: دائما باقيا. مادة "خ. ل. د" اللسان "2/ 1225".
الشرح: يقول: أريني سخيا أماته الضر منا أو من غيرنا، أو أريني بخيلا خلده ماله لعلني أرى رأيك وأهتدي بهديك.
موضع الشاهد: -لأنني- فقد أبدلت العين نونا والأصل لعلني.
إعراب الشاهد:
أريني: فعل أمر مبني، والنون للوقاية، والفاعل مستتر تقديره أنت، والياء: ضمير مبني في محل نصب مفعول به أول. جوادا: مفعول به ثاني.
مات: فعل ماضي مبني، والفاعل مستتر تقديره هو. هزلا: حال منصوب.
لعلني: لعل من أخوات إن، والنون للوقاية، والياء: ضمير مبني في محل نصب اسم لعل. [2] الإنزهو: وصف للمتكبر: يقال رجل إنزهو، وامرأة إنزهو، وقوم أنزهوون: ذوو زهو أي كبر، والألف والنون فيه زائدتان. والعنزهو: الإنزهو.
وفي اللسان في "عزه" "4/ 2933" قال ابن جني: ويجوز أن تكون همزة إنزهو بدلا من عين، فيكون الأصل عنزهو: فنعلو من العزهاة، وهو الذي لا يقرب النساء، والتقاؤهما أن فيه انقباضا وإعراضا، وذلك طرف من أطراف الزهو. [3] آديته: أصلها أديته، وبهذا يظهر أن المبدل عينا هو الهمزة الثانية المنقلبة ألفا.
4 يزيد: ابن خذاق العبدي، شاعر جاهلي من عبد القيس كان في زمن عمرو بن هند.
وهذا البيت من قصيدة له في المفضليات عددها أحد عشر بيتا.
اسم الکتاب : سر صناعة الإعراب المؤلف : ابن جني الجزء : 1 صفحة : 249