اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 223
جاسوا، قال الغنوي: جاسوا وحاسوا واحد[1]. ويلاحظ في مثل هذا إمكان وقوع التصحيف، وإمكان القول بالترادف الحقيقي[2].
والحاء أبدلوها خاء وههاء وكافًا على تقارب، وأبدلوها عينًا على تجانس، ولامًا على تباعد، ورأينا آنفًا الإبدال بينها وبين الباء والجيم على تباعد أيضًا.
فمن التقارب بين الحاء والخاء: الطحرور والطخرور للسحابة، واطمحرّ واطمخرّ: امتلأ وروي[3]، وبين الحاء والهاء: مدحت الرجل ومدهته.
قال النعمان بن المنذر لرجل ذكر عنده رجلًا: "أردت كيما تذيمه فمدهته" أي: تعيبه فمدحته[4]، وبين الحاء والكاف: سفح ما في إنائه وسفكه، وسفح دمه وسفكه[5].
ومن التجانس بين الحاء والعين أنهم قالوا: تجعَّد كما قالوا: شحط، وذلك أن الشيء إذا تجعد وتقبض عن غيره شحط وبعد عنه, ومنه قول الأعشى:
إذا نزل الحيّ حلَّ الجحيـ ... ـش شقيًّا غويًّا مبينًا غيورًا
وذاك من تركيب " ج ع د", وهذا من تركيب "ش ح ط", والعين أخت الحاء[6]. [1] الأمالي 2/ 78، ومنه أيضًا قول الكسائي: أحم الأمر وأجم: إذا حان وقته. [2] قارن بأسرار اللغة ص 65 "ط2". [3] ومنه: يتحوف مالي ويتخوفه: ينقصه ويأخذ من أطرافه, قال تعالى: {أَوْ يَأْخُذَهُمْ عَلَى تَخَوُّفٍ} :
الأمالي 2/ 111-112. [4] مقدمة الجمهرة ص6, ومنه قول رؤبة بن العجاج
لله در الغانيات المده
سبحن واسترجعن من تألهي
ويروي: "المزه" أراد "المزح". ومن روى "المده" أراد "المدح". انظر المصدر نفسه. [5] الاشتقاق "أمين" 362. [6] الخصائص 1/ 542. ويلاحظ هنا أن الإبدال واقع في الأحرف الثلاثة.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 223