اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 222
والثاء أبدلوهها ذالًا، فتجانس الحرفان، نحو: ثروة وذورة: مال[1]، وأبدلوها فاء، فتقارب صفة وتباعدا مخرجًا، نحو: ثلغ رأسه وفلغه: إذا شدخه، والحُثَالة والحُفَالة: الرديء من كل شيء، والثوم والقوم، واللثام واللفام، والأثاثي والأثافي[2]. وقد سبق أن نبهنا على أن هذا الاختلاف في نطق الثاء والفاء يرتَّد إلى ضربٍ من تباين اللهجات، ولا سيما بين الحجاز وتميم[3]. وسنرى تقاربها مع السين ولو تباعدا مخرجًا.
والجيم الشَّجْرية أبدلوها على تجانس بالشين والياء الشجريتين، وعلى تقارب في الصفة وتباعد في المخرج بالكاف والميم، وعلى تباعدٍ مخرجًا وصفة بالحاء.
فمن التجانس بين الجيم والشين: الأجدر والأشدر[4]، وبين الجيم والياء: شجرة وشيرة[5].
ومن التقارب بين الجيم والكاف: جمل وكمل[6]، وبين الجيم والميم: جرن على الأمر جرنًا, ومرن عليه مرونًا ومرانة: تعوده[7].
ومن التباعد بين الجيم والحاء قول الأصمعي: تركت فلانًا يجوس بني فلان ويحوسهم: إذا كان يدوسهم ويطلب فيهم, وقد سمع المازني أبا سرار الغَنَويّ يقرأ: "فحاسوا خلال الديار" فقال له: إنما هو [1] انظر مادة "ذرو" في لسان العرب, ومنه النبيشة والنبيذة: تراب البئر, وتعلتم وتلعذم "قارن بالمزهر 1/ 464، 465". [2] راجع المزهر 1/ 465. [3] راجع ص89. [4] الاشتقاق "أمين" 357. [5] المخصص 14/ 34, وقارن بما ذكرناه ص94-95 عن اختلاف اللهجات في مثل هذا. [6] مقدمة الجمهرة ص5. [7] الاشتقاق "أمين" 365.
اسم الکتاب : دراسات في فقه اللغة المؤلف : صبحي الصالح الجزء : 1 صفحة : 222