اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 457
قال ثعلب: ها حرف تنبيه ومن استفهام قال مستفهما: مَنْ لم تنله سيوفنا وتقدير البيت: يفلقن بأسيافنا هام الملوك القماقم.
قال أبو بكر وسمعتُ شيخنا يعيبُ هذا الجواب ويقول: يفلقن هاماجمع هامَةٍ وهامُ الملوك مردُودٌ على (هاما) كقوله تعالى {إلى صِراطٍ مُستقيم صِراطِ الله} .
(قال أبو علي رحمه الله: فاحتججتُ عليه بقوله: لم تَنَلْهُ وقلت: لو أراد الهامَ لقال: لم تنلها لأن الهام مؤنثة لم يُؤْثر عن العرب فيها تذكير ولم يقل أحدٌ منهم: الهامُ فَلَقْتُه كما قالوا: النخلُ قطعتُه والتذكير والتأنيث لا يعمل (فيه) قياساإنما يُبنى فيه على السماع واتِّباع الأثر.
ومن ذلك قوله: // من الخفيف //
(عافتِ الماءَ في الشتاء فقلنا ... برِّديه تُصادفيه سَخِينا)
فيقال: كيف يكون التبريد سببا لمصادفته سخيناوجوابه أن الأصل بلْ رِديه ثم كتب على لفظ الإلغاز.
ونظيره قول الآخر: // من الكامل //
(لما رأيت أبا يزيد مقاتلا ... أدعَ القتالَ وأشهد الهيجاء)
فيقال: أين جواب لماوبم انتصب أدعوالجواب أن الأصل لن ما ثم أُدْغمت النون في الميم للتقارب ووُصِلا خطا للإلغاز ولن هي النَّاصبة لأدع.
وروى أن رجلا أنشد البيت الأول لأبي عثمان المازني فأفكر ثم أنشده: // من الرمل //
(أيها السائلون لي عن عَويصٍ ... حار فيه الأفكار أن يَسْتبينا)
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 457