اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 455
يأتِ شيئا يستحل به عقوبته فهو مُحْرم خبرني عن قول عدي بن زيد: // من الرمل //
(قتلوا كسرى بليلٍ مُحْرماً ... فتولَّى لم يُمتَّع بكَفَنْ)
أي إحرام كان لكسرى فسكت الكسائي: فقال الرشيد: يا أصمعيما تطاقُ في الشعر.
وفي أمالي الزجاجي في البيت قولان: أحدهما: المحرم الممسك عن قتاله قاله أبو العباس المفضل بن محمد اليزيدي.
فقيل للمفضل: أعندك في هذا شعر جاهليقال: نعم أنشدني محمد بن حبيب لأخضر بن عباد المازني وهو جاهلي: (من)
(فلست أراكم تُحْرِمون عن التي ... كَرِهْتُ ومنها في القلوب نُدُوب)
والثاني: أن المراد في الشهر الحرام لأنه قتل في أيام التشريق وبه جَزَم المبرد في الكامل.
وفي الغريب المصنف قال الأصمعي: أحْرَم الرجل فهو محرم إذا كانت له ذمة وأنشد البيت.
وقال ابن خالويه في شرح الدريدية أنشدني أبو عبد الله بن خوشيريد عن أبي حنيفة الدينوري قال أحسن ما قيل في أبيات المعاني قول الشاعر: // من المتقارب //
(إذا القوسُ وترها أيِّد ... رمى فأصاب الذُّرا والكُلى)
(فأصْبَحْتُ والليلُ مُسْحَنْكِك ... وأصْبَحْتِ الأرضُ بَحْراً طَما)
يريد بالقوس: قَوْس السماء الذي تقولُ له العامة قوس قزح وترها أيد: يعني الله تعالى رمى أي بالمطر فأصاب ذرا الجمال وكلاها.
فأصبحت: أي أسرجت المصباح والليل مُسْحَنْكِك: أي شديد السواد وأصبحت الثاني من الصباح والأرض بحر طما من كثرة المطر.
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 455