اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 183
فإن كان الشيء شاذا في السماع مطردا في القياس تحاميتَ ما تحامت العربُ من ذلك وجريت في نظيره على الواجب في أمثاله.
من ذلك امتناعك من وذر وودَع لأنهم لم يقولوهما ولا غَرو عليك أن تستعمل نظيرهما نحو وَزن ووعد لو لم تسمعهما.
ومن ذلك استعمال (أن) بعد كاد نحو قولك: كاد زيد أن يقوم وهو قليلٌ شاذ في الاستعمال وإن لم يكن قبيحا ولا مَأْبيّاً في القياس.
ومن ذلك قول العرب: أقائم أخواك أم قاعدان هكذا كلامهم.
قال أبو عثمان: والقياس مُوجب أن تقول أقائم أخوَاك أم قاعدٌ هُما إلا أن العرب لا تقوله إلا قاعدان فتضل الضمير والقياسُ يوجبُ فَصْلِهِ ليُعادِل الجملة الأولى.
ذكر نبذ من الأمثلة الشاذة في القياس المطردة في الاستعمال
قال الفارابي في ديوان الأدب: يقال أحْزَنه يَحْزُنُه قال تعالى: {ولا يَحْزُنْك} وهذا شاذٌّ وكان القياس يُحزِنه ولم يُسْمَع.
ويقال: أحَمَّه الله من الحمَّى فهو محموم وهو من الشَّواذ والقياسُ مُحَمّ.
وأجنَّه الله من الجنون فهو مُجَنّ وهو من الشواذ.
قال: ومن الشواذ باب فَعِل يفعِل بكسر العين فيهما وكورث وورِع ووبِق ووثِق ووفِق وومِقَ ووِرم وورِي الزَّند وَوَلي وِلاية وَيَبِس يَيَبس لغة في يبس لغة يبس يَيْبِس ويقال: أورس الشجر إذا اصفرَّ ورقه فهو وارس ولا يقال مُورس وهو من الشواذ. ومن الشواذ أيضا قولهم: القَوْد والعَوَر والخَوَل والخور وقولهم: أحوجني الأمر وأرْوَح اللحم وأسْود الرجل من سواد لونِ الولد وأحوز الإبل أي
اسم الکتاب : المزهر في علوم اللغة وأنواعها المؤلف : السيوطي، جلال الدين الجزء : 1 صفحة : 183