اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 64
التي ننطقها الآن، وأنها كانت جانبية، وليست أسنانية لثوية. أما الفرق الثاني، وهو أنها لم تكن انفجارية، بل احتكاكية أو رخوة، فيتضح من قول سيبويه في تقسيم الحروف: "ومنها الرخوة وهي: الهاء والحاء والغين والخاء والشين والصاد والضاد والزاي والسين والظاء والثاء والذال والفاء"[1].
وقد عرفنا من قبل أن الضاد التي ننطقها اليوم في مصر، هي المقابل المطبق أو المفخم للدال، فالدال صوت ينطق بنفس الطريقة التي ينطق بها صوت الضاد، مع فارق واحد، وهو أن مؤخرة اللسان، ترتفع قليلا في اتجاه الطبق عند نطق الضاد، ولا يحدث مثل ذلك مع الدال. أما الضاد القديمة، فلا يقابلها شيء من الأصوات؛ إذ يقول سيبويه: "ولولا الإطباق ... لخرجت الضاد من الكلام؛ لأنه ليس شيء من موضعها غيرها"[2].
وعلى هذا فالضاد التي ننطقها اليوم، ليست هي الضاد القديمة، التي كانت عند العرب القدماء، وإنما هي تطور عنها. ولنسمع في هذه الضاد القديمة آراء بعض العلماء:
يقول المستشرق "شاده" عن سيبويه إنه "عد من الرخوة حرفا خرج منها بعده، في كثير من اللهجات العربية، وهو الضاد، فإنها ليست الآن من الرخاوة إلا في لفظ من قال: ضرب مثلا، بضاد جانبية المخرج. وأما في النطق المعتاد في مصر، يعني بضاد مقدمة المخرج، فقد لحقت فيه الشديدة"[3]. [1] كتاب سيبويه 2/ 406. [2] كتاب سيبويه 2/ 406. [3] علم الأصوات عند سيبويه وعندنا ص9.
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 64