اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 63
غير أننا إذا نظرنا إلى وصف القدماء لها، من النحويين واللغويين وعلماء القراءات، عرفنا أن الضاد القديمة، تختلف عن الضاد التي ننطقها الآن، في أمرين جوهريين:
أولهما: أن الضاد القديمة ليس مخرجها الأسنان واللثة، بل حافة اللسان أو جانبه.
وثانيهما: أنها لم تكن انفجارية "شديدة"، بل كانت صوتا احتكاكيا "رخوا".
فقد عدها الخليل بن أحمد، في حيز الجيم والشين، وهما من الأصوات الغارية، فقال وهو يذكر أحياز الحروف: "ثم الجيم والشين والضاد في حيز واحد"[1].
كما يقول سيبويه: "ومن بين أول حافة اللسان وما يليه من الأضراس مخرج الضاد"[2]. ويوضح ذلك "المبرد" فيقول: "الضاد ومخرجها من الشدق، فبعض الناس تجري له في الأيمن، وبعضهم تجري له في الأيسر"[3]. كما يقول ابن جني: "ومن أول حافة اللسان وما يليها من الأضراس، مخرج الضاد، إلا أنك إن شئت تكلفتها من الجانب الأيمن، وإن شئت من الجانب الأيسر"[4].
يتضح من هذه النصوص، الفرق الأول بين الضاد القديمة والضاد [1] كتاب العين للخليل بن أحمد 1/ 64. [2] كتاب سيبويه 2/ 405. [3] المقتضب للمبرد 1/ 193. [4] سر صناعة الإعراب 1/ 52.
اسم الکتاب : المدخل إلى علم اللغة ومناهج البحث اللغوي المؤلف : رمضان عبد التواب الجزء : 1 صفحة : 63